2025/05/04
المبعوث الأممي: خارطة الطريق لا تزال قائمة والتصعيد في البحر الأحمر يعقّد مسار السلام في اليمن

أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الأزمة اليمنية لا تزال تراوح مكانها نتيجة تحديات متشابكة أبرزها انعدام الثقة بين الأطراف، وتصاعد التوترات الإقليمية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، رغم استمرار المساعي الأممية لإحياء عملية السلام.

وقال غروندبرغ في مقابلة صحفية نشرت، اليوم، إن خارطة الطريق التي أُعلن عنها في أواخر عام 2023 ما زالت تمثّل إطاراً متكاملاً لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وإنعاش اقتصادي، وتحضير لمسار سياسي جامع، مشيراً إلى أن التصعيد في البحر الأحمر والهجمات على السفن والغارات الجوية المتبادلة، كلها تطورات تُعقّد فرص إحراز تقدم.

وأوضح أن الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة عام 2022 ساهمت في تقليص العنف وتراجع أعداد الضحايا، لكنها لم تؤدِ إلى سلام دائم، حيث ما تزال البلاد تشهد هجمات متفرقة بالطائرات المسيّرة وتحركات عسكرية، كما أن تسييس الاقتصاد فاقم معاناة المواطنين.

وأشار غروندبرغ إلى أن الوساطة الأممية تركز على أولويات ثابتة تشمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، واتخاذ إجراءات اقتصادية عاجلة مثل دفع رواتب الموظفين وفتح الطرقات، إلى جانب إشراك اليمنيين في عملية سياسية شاملة. وبيّن أن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما فيهم السعودية وسلطنة عُمان، للمضي بهذا المسار.

وفي رده على تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، قال غروندبرغ إن الأمم المتحدة لا تتبنى إجراءات أحادية، بل تركز على مفاوضات شاملة، مشدداً على أن الحل في اليمن لا يمكن أن يكون عسكرياً أو قائماً على العقوبات فقط.

وأكد أن أعمال التصعيد في البحر الأحمر ليست جزءاً مباشراً من مفاوضات السلام اليمنية، لكنها أصبحت عاملاً معرقلاً، داعياً إلى تقديم ضمانات طويلة الأمد لضمان أمن الملاحة ومنع انزلاق اليمن إلى أتون صراع إقليمي مفتوح.

وردّاً على تراجع ثقة الشارع اليمني في دور الأمم المتحدة، قال غروندبرغ إن هذه المخاوف مفهومة ومشروعة، لكنه أشار إلى أن بعض الإنجازات تحققت، مثل الهدنة، وإطلاق سراح نحو 900 محتجز عام 2023، داعياً الأطراف إلى الانخراط بحسن نية، واتخاذ خطوات عملية تساهم في تحسين حياة الناس.

كما شدد المبعوث الأممي على أن مشاركة النساء في عملية السلام لا تزال أولوية لمكتبه، نافياً وجود تراجع في دعم تمثيل النساء، بل مؤكداً توسيع دائرة المشاركة لتشمل النساء والشباب والمجموعات المهمّشة.

وفي ما يتعلق باحتجاز عدد من موظفي الأمم المتحدة لدى جماعة الحوثيين، وصف غروندبرغ ذلك بأنه "أمر غير مقبول ويخالف القانون"، مطالباً بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، مشيراً إلى وفاة أحد الموظفين الأمميين أثناء احتجازه، في واقعة أثارت قلقًا شديدًا داخل المنظمة الدولية.

وفي ختام حديثه، وجه المبعوث الأممي نداءً للأطراف اليمنية والإقليمية والدولية، قائلاً: "أحثّكم على التحلي بالشجاعة واختيار الحوار، ولا تلتفتوا بعيداً عن اليمن؛ فمستقبله يهمنا جميعاً".

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news327588.html