أجبر الإضراب الشامل الذي نفذه سائقو شاحنات نقل النيس بمحافظة ذمار مليشيا الحوثي على التراجع عن جباياتها القسرية، بعد ثلاثة أسابيع من الشلل التام في القطاع.

وقالت مصادر محلية إن السائقين في مديريتي عنس وميفعة عنس أضربوا بشكل كامل احتجاجًا على فرض مليشيا الحوثي جبايات جديدة، ما أربك الجماعة وأجبرها على التراجع مذعنة تحت ضغط الإضراب المنظم.

وأوضحت المصادر أن الإضراب لم يسقط الجبايات فحسب، بل أطاح أيضًا بالقيادي الحوثي الملقب بـ"الجمل"، الذي استخدمته الجماعة كأداة لابتزاز السائقين وانتزاع الأموال منهم تحت ذرائع واهية.

وعاد سائقي نقل النيس إلى أعمالهم صباح اليوم، بعد أن اضطرت المليشيا إلى إلغاء قرارات الجباية الجديدة بشكل رسمي، في مشهد يؤكد ضعف قدرتها على مواجهة التحركات الشعبية عندما تكون منظمة وموحدة.

وفي محاولة بائسة للتغطية على فشلها، لجأت وسائل إعلام حوثية إلى تسويق هذا التراجع المهين على أنه "ثمرة جهود قياداتها" مثل محمد البخيتي ومحمد المقدشي، في مسعى مكشوف لذر الرماد في العيون وإخفاء حجم الإرباك الداخلي.

بالتزامن مع ذلك، شهدت محافظة حجة، السبت الماضي، مظاهرة حاشدة غير مسبوقة، حيث خرج المئات من أبناء مديرية الشرفين إلى الشوارع احتجاجًا على الضرائب الباهظة التي تفرضها مليشيا الحوثي على مزارعي القات، ما يعكس تصاعد حالة الغليان الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.