هل كنت تعلم أن جسمك يحرق السعرات الحرارية حتى أثناء نومك؟ رغم أنك في حالة استرخاء، يواصل الجسم العمل، حيث يحرق ما يعادل ساعة من الجري. اكتشف كيف يستمر الجسم في حرق الدهون أثناء الراحة ولماذا يظل النوم جزءًا أساسيًا من إدارة صحتك ووزنك.

قام فريق من الباحثين في دراسة أجرتها شركة Welltech، بإظهار كيفية استمرار الجسم في حرق السعرات الحرارية حتى أثناء فترات الراحة، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وشرح الباحثون أن الجسم يمر بعمليات متعددة أثناء النوم الليلي، مثل إصلاح الأنسجة، تعزيز الذاكرة، الحفاظ على الطاقة وتنظيم مستويات الهرمونات. وعلى الرغم من حالة السكون، يواصل الجسم عمله، حيث يحرق حتى 500 سعرة حرارية خلال الليل، أي ما يعادل تقريبا ساعة من الجري.

وأظهرت الدراسة أن الشخص الذي يزن حوالي 57 كغ يحرق في المتوسط نحو 38 سعرة حرارية في الساعة أثناء النوم، ما يعادل 266 إلى 342 سعرة حرارية في 7 إلى 9 ساعات من النوم. أما الشخص الذي يزن حوالي 68 كغ فيحرق 46 سعرة حرارية في الساعة، بمجموع يتراوح بين 322 و414 سعرة حرارية طوال الليل. في حين يحرق الشخص الذي يزن حوالي 84 كغ نحو 56 سعرة حرارية في الساعة، بمجموع يتراوح بين 392 و504 سعرات حرارية أثناء الليل.

وأوضحت خبيرة علم النفس في Welltech، الدكتورة كاسيدي جينكينز، أن معدل حرق السعرات أثناء النوم ليس ثابتًا، بل يعتمد على معدل الأيض الأساسي (BMR)، وهو عدد السعرات التي يحرقها الجسم أثناء الراحة للحفاظ على وظائفه الحيوية مثل التنفس.

ويمكن حساب معدل الأيض الأساسي باستخدام الصيغة التالية: للرجال: 66 + (6.2 × الوزن بالرطل) + (12.7 × الطول بالبوصة) - (6.76 × العمر بالسنوات)، وللنساء: 655.1 + (4.35 × الوزن بالرطل) + (4.7 × الطول بالبوصة) - (4.7 × العمر بالسنوات).

بعد حساب معدل الأيض الأساسي، يتم تقسيم الرقم على 24 للحصول على معدل الحرق لكل ساعة، ثم ضربه في عدد ساعات النوم المعتادة.

أثناء النوم، يمر الجسم بحوالي 4 إلى 6 دورات نوم، تبدأ بالنوم الخفيف، تليها مراحل النوم العميق ثم نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام ويحرق الجسم خلالها أكبر عدد من السعرات الحرارية. وفي هذه المرحلة، يكون الدماغ نشطًا للغاية، مما يرفع معدل ضربات القلب والتنفس ويزيد من حاجة الجسم للطاقة.

وعلى الرغم من أن حرق 500 سعرة حرارية أثناء النوم يعد أمرًا جيدًا، إلا أن النوم لا يمكن أن يكون بديلاً للنشاط البدني المنتظم. تقول جينكينز: "على الرغم من أن هذه الأرقام تعادل تقريبًا عدد السعرات المحروقة خلال المشي لمدة 30 إلى 45 دقيقة، إلا أن ذلك لا يغني عن أهمية النشاط البدني المنتظم. وبدلاً من ذلك، يبرز دور الراحة والاستشفاء في دعم الصحة العامة وإدارة الوزن."

من المهم الإشارة إلى أن نقص النوم يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، ما يحفز تخزين الدهون ويعطل هرمونات الجوع مثل الغريلين والليبتين، مما يزيد الشهية ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى تباطؤ الأيض وزيادة خطر اتخاذ قرارات غذائية غير صحية وتطوير اضطرابات التمثيل الغذائي والسمنة.

كما أن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد في تنظيم إيقاع الجسم اليومي، تخفيف التوتر، وتعزيز إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم)، مما يساهم في تحسين جودة النوم والصحة العامة.