فيما تتصاعد وتيرة الهجمات الحوثية على السفن الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، وكذلك الهجمات العرضية على إسرائيل، تواجه الولايات المتحدة معضلة استراتيجية جديدة، حسبما أفادت صحيفة "جي. بوست" العبرية.
هذه الجماعة الموالية لإيران أصبحت تشكل تهديدًا متعدد الأبعاد، حيث لم تقتصر هجماتها على أهداف إيرانية أو إسرائيلية فحسب، بل طالت أيضًا التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وخليج عدن، ما يعرض حركة الملاحة الدولية لخطرٍ داهم.
منذ نوفمبر 2023، استهدفت الحوثيون بشكل شبه مستمر السفن التجارية والعسكرية، محققين شبه حصار على أحد أهم الطرق الملاحية في العالم. ويعكس هذا التصعيد الجهود الحوثية لتوسيع نفوذهم في المنطقة، مدعومين من طهران، في وقتٍ تتراجع فيه قدرات الميليشيات الإيرانية الأخرى التي تراجعت أو تخلت عن المعركة.
أما على الأرض، فإن العلاقة المتنامية بين الحوثيين وحركة الشباب في الصومال تُزيد من تعقيد الوضع. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، يبدو أن الحوثيين عازمون على تعزيز فوضاهم عبر البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وهو ما يُمثل مصدر قلقٍ كبير للولايات المتحدة.
وقد كشفت الصحيفة عن أن هذه الهجمات تؤكد قدرة الحوثيين على المضي قدمًا في صراعهم رغم الخسائر، وأنهم ليسوا على استعداد لتغيير مسارهم.
الولايات المتحدة، التي شهدت حملة جوية مكثفة ضد الحوثيين، تجد نفسها في مواجهة معضلة مشابهة لتلك التي واجهتها إسرائيل مع حماس في غزة. مع ازدياد الخسائر البشرية والمادية في صفوف الحوثيين، تتسائل واشنطن: هل يُمكن إضعافهم بما فيه الكفاية لتغيير مسارهم، أم أنه من الأفضل الانسحاب والاعتراف بوجودهم كقوة مستمرة في المنطقة؟
في ضوء هذا التصعيد، يترقب الجميع القرار الأمريكي بشأن اتخاذ خطوات حاسمة ضد الحوثيين. مع حديث متزايد عن هجوم بري ضدهم من قبل القوات اليمنية، سيظل الدعم الأمريكي الجوي عنصرًا حاسمًا في أي عملية عسكرية محتملة. ومع ذلك، فإن التحدي يبقى في كيفية التعامل مع قوة جديدة تمتلك العزيمة والإصرار على استمرار القتال، في وقت أصبح فيه الخيار الأمريكي بين التصعيد أو التسليم بأن الحوثيين لا يمكن هزيمتهم بسهولة.
الخيار الآن بين زيادة الرهانات أو الانسحاب، ويبدو أن مستقبل الأمن الإقليمي يتوقف على ما ستقرره الولايات المتحدة وحلفاؤها في اليمن.