حذرت الدكتورة إيرينا كراشكينا، أخصائية علم النفس، من خطورة الشره المرضي، مشيرة إلى أنه اضطراب في الأكل يترك آثارًا جسدية ونفسية خطيرة، ويؤثر سلبًا على الأعضاء الداخلية وعملية التمثيل الغذائي.
وأوضحت كراشكينا أن المصاب بالشره المرضي يفقد السيطرة على شهيته، مما يدفعه إلى الإفراط في تناول الطعام، ثم محاولة التخلص من السعرات الحرارية الزائدة عبر التقيؤ المتعمد، أو استخدام الملينات، أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو الصيام القاسي.
وأكدت أن هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى التهابات مزمنة في المعدة والمريء، واضطرابات في توازن الماء والأملاح في الجسم، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم، مما يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، والتشنجات العضلية، وقد يصل إلى فشل القلب في الحالات الشديدة.
وأضافت أن التقيؤ المتكرر يسبب تلفًا في مينا الأسنان، ويؤدي إلى التسوس ومشكلات في اللثة، كما قد يتلف بطانة المريء. أما استخدام الملينات لفترات طويلة فقد يؤدي إلى الاعتماد عليها، ويتسبب في اختلال وظيفة الأمعاء الطبيعية، بما في ذلك الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
كما أشارت الخبيرة إلى أن الشره المرضي يرتبط غالبًا بانخفاض احترام الذات، والقلق، والاكتئاب، نتيجة الانشغال الدائم بالوزن والمظهر الخارجي، مما يدخل المريض في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها دون دعم متخصص.
وشددت كراشكينا على أن "الشره المرضي ليس مجرد اضطراب جسدي، بل هو مشكلة نفسية وعاطفية معقدة تتطلب علاجًا شاملًا يشمل الدعم النفسي، وتعديلات في النظام الغذائي، إلى جانب المراقبة الطبية". وأكدت على أهمية استشارة الأطباء المختصين في مراحل مبكرة لتجنب العواقب الصحية طويلة الأمد.