2025/04/24
دراسة: نبضات كهربائية منخفضة الكثافة تفتح آفاقاً واعدة لعلاج السرطان عبر تنشيط الجهاز المناعي

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، عن نهج مبتكر في مكافحة السرطان، يعتمد على استخدام نبضات كهربائية منخفضة الكثافة لتحفيز استجابة مناعية فعالة دون إلحاق ضرر مباشر بخلايا الورم.

وتركز الدراسة على استخدام تقنية "H-FIRE" أو الصعق الكهربائي غير القابل للعكس عالي التردد، التي استُخدمت تقليدياً لتدمير الخلايا السرطانية عبر تعطيل أغشية خلاياها. لكن في نسختها منخفضة الكثافة، لا تُستخدم هذه النبضات لتدمير الورم مباشرة، بل لإعادة تشكيل البيئة الدقيقة المحيطة به، خاصة الأوعية الدموية واللمفاوية.

وأظهرت التجارب، خصوصاً في حالات سرطان الثدي، أن هذا النوع من العلاج يسرّع نمو الأوعية الدموية في غضون 24 ساعة من التعرض للنبضات، يعقبه نشاط واضح في تكوين الأوعية اللمفاوية خلال ثلاثة أيام. وتُعد هذه التغيرات مؤشراً على تحوّل الورم إلى "ساحة اشتباك مناعي"، يسهل فيها دخول الخلايا التائية السامة ومكونات مناعية أخرى لمحاربة السرطان بفعالية أكبر.

الدكتورة جينيفر مونسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أن "H-FIRE منخفض الكثافة دون استئصال" لا يستهدف إزالة الورم كلياً، بل يعيد توجيه الجهاز المناعي إلى موقع الورم، من خلال مسارات لمفاوية أعيد تشكيلها لتعزيز الرقابة المناعية.

وسلطت الدراسة، المنشورة في مجلة "حوليات الهندسة الطبية الحيوية"، الضوء على جانب غير مستكشف بعمق في العلاجات الكهربائية، وهو التفاعل مع الجهاز اللمفاوي، ما قد يفتح المجال أمام تعزيز الاستجابة المناعية على نطاق الجهاز بأكمله.

ويطمح فريق البحث في المرحلة المقبلة إلى رسم خرائط دقيقة للاستجابات المناعية الناتجة عن هذا النهج، إلى جانب اختبار فعاليته عند دمجه مع مثبطات نقاط التفتيش المناعي أو علاجات الخلايا المناعية المتبناة.

ورغم أن التقنية لا تمثل علاجاً شافياً بذاتها، إلا أنها تُعد خطوة متقدمة نحو تطوير استراتيجيات علاجية تكاملية تحول بيئة الورم إلى نقطة انطلاق لهجوم مناعي منظّم، يعزز فرص السيطرة على السرطان ورفع فعالية العلاجات المستقبلية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news326475.html