كشفت مصادر حوثية وقضائية في صنعاء عن تصاعد أزمة داخلية غير مسبوقة داخل أروقة المليشيا، بعد إعلان مسؤول رفيع في مصلحة الجمارك تمرده ورفضه تنفيذ قرار بعزله، ما دفعه إلى اقتحام المؤسسة بالقوة وتهديد خليفته المعين بالقتل.

وبحسب المصادر، أصدرت قيادة الحوثيين قراراً أواخر فبراير الماضي بتعيين القيادي الحوثي عدنان عبدالكريم الغفاري رئيساً لمصلحة الجمارك، خلفاً للمهندس عادل مرغم. إلا أن الأخير رفض القرار بشكل علني، وهاجم الغفاري لفظياً وهدده بالتصفية الجسدية، إضافة إلى توجيهه شتائم لقضاة ومحامين، في تصرف يعكس حجم الصراع الخفي داخل المكونات الإيرادية للمليشيا.

وأكدت المصادر أن مرغم لم يكتفِ بالتهديد، بل اقتحم مقر المصلحة بالقوة وعاد لممارسة مهامه كرئيس لها، متحدياً سلطة قيادته، في وقت نقلت فيه وكالة سبأ بنسختها الحوثية خبراً يؤكد فعلياً عودته لمنصبه، متجاهلة قرار العزل.

وتأتي هذه التطورات في ظل فشل متكرر لجهود حوثية لدمج مصلحتي الجمارك والضرائب تحت كيان موحد، رغم تشكيل عدة لجان لهذا الغرض، بسبب تضارب المصالح والنفوذ بين القيادات المتصارعة.

الحادثة، بحسب مراقبين، تسلط الضوء على حجم التفكك الداخلي داخل جماعة الحوثي، وتكشف عن صراعات مالية محتدمة تهدد بتفجير الوضع داخل أجهزة الدولة الواقعة تحت سيطرتهم.