في تطور جديد على صعيد العلاقات التركية السورية، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، عن اتفاق مبدئي مع الجانب السوري لتوسيع التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية، مع التركيز في المرحلة الحالية على تأهيل خطوط السكك الحديدية بين البلدين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير التركي، الثلاثاء، مع نظيره السوري يعرب سليمان بدر في محطة الحجاز التاريخية وسط العاصمة دمشق، حيث أكد الجانبان سعيهما لتطوير البنية التحتية المشتركة وتعزيز الروابط اللوجستية والاقتصادية.

وقال أورال أوغلو إن المحادثات الثنائية تطرقت إلى سبل تجاوز العقبات التي واجهت التعاون سابقاً، مضيفاً: "أجرينا نقاشات مثمرة حول شبكات النقل والاتصالات، وبدأت فرقنا الفنية فعلياً في العمل على تنفيذ المشاريع المتفق عليها، وفي مقدمتها تنشيط النقل البري وتسهيل عمليات العبور بين البلدين".

وأشار الوزير التركي إلى خطة لإعادة تأهيل خط السكك الحديدية المتضرر بين مدينة الراعي شمال حلب ومدينة حلب، وربطه بالشبكة التركية ومنها إلى دمشق، مع إمكانية وصله مستقبلاً بالشبكة الأوروبية، إضافة إلى مشاريع أخرى في جنوب سوريا تهدف لإصلاح البنية التحتية للسكك الحديدية المتضررة.

وأكد أورال أوغلو التزام تركيا بالتعاون مع الحكومة السورية الجديدة التي تشكلت عقب الأحداث الأخيرة في البلاد، معتبراً أن المرحلة القادمة ستشهد لقاءات دورية وبرامج تدريبية وزيارات متبادلة لتبادل الخبرات وتطوير العمل المشترك.

وفي خطوة لافتة، أعلن الوزير التركي عن نية بلاده تفعيل جميع المعابر الحدودية الحالية مع سوريا، والعمل على إنشاء معبر حدودي مشترك وفق نظام "المعبر الواحد" لتسهيل حركة النقل والتجارة.

من جانبه، رحب وزير النقل السوري يعرب بدر بالوفد التركي، مؤكداً على عمق الروابط التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى البعد الرمزي لاجتماع اليوم في محطة الحجاز التي دخلت الخدمة عام 1908، وشكلت محطة انطلاق للعلاقات في مجال السكك الحديدية بين دمشق وأنقرة.

وأعرب بدر عن ثقته بأن التعاون الثنائي سيساهم في تحقيق قفزة نوعية في مجال النقل المشترك، خصوصًا في ظل التغيرات الأخيرة التي شهدتها سوريا.

يُذكر أن هذه الزيارة الرسمية للوزير التركي إلى دمشق جاءت بعد تغييرات جذرية في الخارطة السياسية السورية، عقب سيطرة فصائل سورية معارضة على مفاصل البلاد في 8 ديسمبر 2024، منهية بذلك أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد.