كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن فقدان أو تهريب نحو نصف مليون قطعة سلاح من مخزون الأسلحة الذي استحوذت عليه حركة طالبان عقب عودتها إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، وسط ترجيحات بأن جزءًا من هذه الأسلحة قد وصل إلى جماعات متطرفة في اليمن، من بينها مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة.

وبحسب مسؤول أفغاني سابق تحدّث للـBBC، فإن طالبان سيطرت على ما يقارب مليون قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، معظمها بتمويل أمريكي، بعد انهيار الجيش الأفغاني وانسحاب القوات الأجنبية. وأشار إلى أن هذه الأسلحة تم الاستيلاء عليها في ظل فرار القوات الحكومية الأفغانية وتركها لمعدّاتها خلال التقدم السريع لطالبان في أنحاء البلاد.

ولفت تقرير صادر عن لجنة تحقيق مختصة إلى أن مصير حوالي 500 ألف قطعة سلاح لا يزال غير معروف حتى الآن، رغم التحقق من مصادر مختلفة. وفي تقرير أممي نُشر في فبراير الماضي، أكدت الأمم المتحدة أن أسلحة أمريكية المنشأ وصلت بالفعل إلى عدد من الجماعات المتشددة، بما فيها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين في اليمن، إما عبر الاستحواذ المباشر أو من خلال السوق السوداء.

في المقابل، نفت طالبان هذه الادعاءات على لسان نائب المتحدث باسم حكومتها، حمد الله فطرات، الذي أكد أن الحركة تحتفظ بجميع الأسلحة في مخازن آمنة، واصفًا مزاعم التهريب بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وتعود الاتهامات إلى تقارير سابقة صادرة عن الأمم المتحدة عام 2023، كشفت أن طالبان سمحت لبعض قادتها المحليين بالاحتفاظ بجزء من الأسلحة الأمريكية، وهو ما ساهم في تنشيط السوق السوداء داخل البلاد. وذكرت التقارير أن هذه الأسلحة تُتبادل أحيانًا كهدايا بين قادة طالبان لتعزيز السلطة والنفوذ، ما يزيد من صعوبة ضبط تداولها ومراقبة مسارها.