شهدت محافظات يمنية خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي موجة احتجاجات قبلية واسعة، رفضاً للتنكيل بالسكان واحتجاجاً على اتهامات كيدية بالتخابر وجهتها المليشيا لعدد من شيوخ القبائل.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت تتصاعد فيه الضربات الأميركية التي تستهدف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة سرية تابعة للمليشيا.
نظم أبناء قبيلة حاشد في محافظة عمران وقفة احتجاجية رفضاً لاتهامات بالخيانة وجهتها مليشيا الحوثي للشيخ علي بن راجح تميم، أحد وجهاء قبيلة بني صريح. وندد المشاركون بما وصفوه باستهداف متعمد من قبل القيادي الحوثي صالح دبيش، المُعيّن كحارس قضائي، واتهموه بالسعي للاستيلاء على أموال وممتلكات تميم عبر تهم ملفقة.
وتزامن ذلك مع احتجاج قبيلة حجور في مديرية حرف سفيان على خلفية مقتل ثلاثة من أبنائها، وسط اتهامات للمليشيا بالتقاعس المتعمد عن ملاحقة الجناة، وتواطؤ بعض قياداتها المرتبطة قرابياً بالمتهمين.
وفي محافظة الحديدة، خرج العشرات من أبناء مديرية برع في وقفة احتجاجية غاضبة بعد اختطاف الشيخ أمين صالح البرعي، أحد أبرز وجاهات المديرية، وعضو ما يسمى بـ"مجلس التلاحم القبلي" التابع للمليشيا، على خلفية اتهامه بنقل إحداثيات عسكرية. المحتجون طالبوا بالإفراج الفوري عنه، ملوحين بتصعيد الموقف في حال تجاهل مطالبهم.
في محافظة إب، عبّر تجار سوق الصامت عن غضبهم من تجاهل مليشيا الحوثي لمعاناتهم بعد حريق التهم عشرات المحال التجارية، مطالبين بالكشف عن ملابساته وتعويض خسائرهم، وسط اتهامات للجماعة بالتقصير والإهمال.
تعكس هذه التحركات الشعبية تصاعد حالة الغضب والاحتقان في أوساط القبائل والمواطنين في مناطق سيطرة المليشيا، التي تتهم بممارسة سياسة القمع والاستحواذ، حتى تجاه من كانوا يوماً محسوبين ضمن صفوفها.