كشفت وكالة رويترز تفاصيل عملية سرية نفذها النظام السوري في ديسمبر الماضي، قبيل سقوط العاصمة دمشق بيد قوات المعارضة، لتهريب ممتلكات وأموال الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعدد من أفراد عائلته ومساعديه إلى الإمارات عبر طائرة خاصة.
وبحسب أكثر من 14 مصدرًا مطّلعًا، بينهم ضباط مخابرات سابقون وموظفون في المطارات، فقد تولى يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأبرز للأسد، تنسيق الرحلات الأربع للطائرة الخاصة من طراز "إمبراير ليجاسي 600"، التي نُفذت في ظرف 48 ساعة.
أقلعت الطائرة، المسجلة في غامبيا، من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية يوم 8 ديسمبر، وهي الرحلة الأخيرة، والتي رافقها الأسد شخصيًا إلى روسيا، حيث حصل لاحقًا على اللجوء السياسي.
أما الرحلات السابقة، فقد غادرت من مطار دمشق الدولي إلى مطار البطين في أبوظبي، المعروف باستقباله لكبار الشخصيات، ونقلت حقائب نقدية لا تقل عن 500 ألف دولار، ووثائق سرية، ومحركات أقراص تحتوي على معلومات استخباراتية وتجارية حساسة تتعلق بـ"المجموعة" – الاسم الرمزي لشبكة أعمال الأسد الممتدة في قطاعات الاتصالات والمصارف والعقارات والطاقة.
وشارك في العملية ضباط من المخابرات الجوية والحرس الجمهوري، مما يشير إلى إشراف مباشر من الأسد. وتم إبعاد موظفي المطار ومنعهم من التعامل مع الطائرة، حسب شهود. وقال أحدهم إن مدير أمن المطار أبلغهم صراحة: "أنتم لم تروا هذه الطائرة".
العملية شملت أيضًا تهريب أفراد من القصر الرئاسي وأقارب للأسد عبر الرحلات الأولى، بينما نقلت الرحلات اللاحقة قطعًا فنية وأجهزة إلكترونية تحتوي على بيانات حساسة عن الشبكة المالية للأسد. وأظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات أن الإمارات كانت على علم بالعملية، حيث شوهدت سيارات تابعة لسفارتها في دمشق داخل المنطقة المحظورة.
وأكد مسؤول في الحكومة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لرويترز، أن بلاده عازمة على استعادة الأموال التي هُرّبت إلى الخارج قبل سقوط الأسد، في وقت يرزح فيه الاقتصاد السوري تحت وطأة العقوبات وانهيار العملة.
ورغم عدم حصول رويترز على تأكيد مباشر لإشراف الأسد على العملية، أجمع مطلعون على أن الترتيبات ما كانت لتتم دون موافقته. ولم يُدلِ الأسد أو إبراهيم بأي تعليق رسمي حتى الآن.