في رسالة مؤثرة بمناسبة "خميس الأسرار"، استغل العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث كلمته السنوية لعيد القيامة للتأمل في تناقضات النفس البشرية، مسلطاً الضوء على ما وصفه بـ"مفارقة الحياة"، حيث تختلط مشاهد القسوة بصور التضحية والبطولة.
وقال الملك البالغ من العمر 76 عاماً: "أحد ألغاز إنسانيتنا هو كيف أننا قادرون على الاتسام في وقت واحد بالقسوة الشديدة واللطف البالغ"، مشيراً إلى المعاناة الإنسانية التي تمزق بعض الدول، مقابل بطولات العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ الآخرين.
وجاءت كلمته قبل مشاركته في تقليد ملكي عريق جرى في كاتدرائية دورهام، حيث التقى 76 رجلاً و76 امرأة، وقدّم لهم عملات رمزية مسكوكة خصيصاً تمثل عمره، تكريماً لهم على خدماتهم الطويلة للدين والمجتمع. ويعود هذا الطقس، المعروف بـ"طقس تقديم النقود"، إلى القرن الثالث عشر، وهو من أقدم تقاليد العائلة المالكة البريطانية في عيد الفصح.
وفي ختام كلمته، استشهد الملك تشارلز بمقطع من العهد الجديد قائلاً: "هناك ثلاث فضائل لا يزال العالم في أمسّ الحاجة إليها: الإيمان، الأمل، والمحبة. وأعظم هذه الفضائل هي المحبة"، مؤكداً على قيمة الحب كضوء يُقاوم عتمة النزاعات ويمنح الإنسانية فرصة للبقاء.