تشهد المراكز الصيفية التي تنظمها مليشيا الحوثي الإرهابية هذا العام عزوفًا ملحوظًا من قِبل المواطنين عن إلحاق أطفالهم بها، على الرغم من حملات الترويج المكثفة التي أطلقتها الجماعة، وتكليف قياداتها الميدانية بالإشراف على تنظيم تلك الأنشطة والدعاية لها.
وبحسب مصادر مطلعة، يرجع هذا العزوف المتزايد إلى اتساع المخاوف لدى أولياء الأمور من استغلال هذه المراكز في تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال، في ظل تواتر حالات سابقة لاختفاء أطفال وعودتهم جثثًا أو بعد تجارب قاسية في الجبهات.
ودشنت المليشيا مؤخرًا مراكزها الصيفية المعتادة في مناطق سيطرتها، عقب إنهاء العام الدراسي بشكل مبكر بعد تقليص مدته إلى أقل من ستة أشهر، في خطوة يرى تربويون أنها تهدف إلى إحلال الأنشطة الطائفية والتعبوية بديلاً عن التعليم الرسمي.
وتفيد مصادر تعليمية في صنعاء بأن هذه المراكز لا تقتصر على تقديم محتوى طائفي، بل تستخدم أيضًا كوسيلة لتوليد دخل لناشطين حوثيين يُكلفون بإلقاء الدروس مقابل أجور يومية. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تسحب تمويلات هذه المراكز من مخصصات التعليم، مثل طباعة الكتب وصيانة المدارس.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل استغلت الجماعة الحرب الإسرائيلية على غزة لتأطير هذه المراكز ضمن ما أسمته "دورات الوفاء للأقصى"، والتي شهدت تقديم تدريبات عسكرية للأطفال واستقطاب الآلاف منهم، في سلوك أثار استياء واسعًا في أوساط الأهالي والناشطين التربويين.
وترى المصادر أن المليشيا تسعى لتحويل هذه المراكز إلى بديل دائم عن التعليم النظامي، في مسعى لتنشئة جيل يخضع لتوجهاتها الفكرية والعسكرية.