وصفت وزارة الخارجية الإيرانية انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان، اليوم السبت، بأنه "يوم مهم وحساس"، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من هذه المحادثات هو حماية المصالح الوطنية الإيرانية.
وقالت الخارجية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية إن المحادثات الجارية في مسقط لا يُتوقع أن تكون مطولة، مشيرة إلى أن هذه الجولة تمثل "بداية" يُعلن فيها الطرفان مواقفهما المبدئية تمهيداً لأي خطوات تفاوضية لاحقة.
وأضافت: "لا نتوقع محادثات طويلة مع الأميركيين في عُمان، لكن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار توضيح المواقف وتقييم نوايا الطرف الآخر".
وتأتي هذه التصريحات في وقت بدأت فيه طهران وواشنطن جولة جديدة من المحادثات بوساطة سلطنة عُمان، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بشأن برنامج إيران النووي، وسط أجواء إقليمية مشحونة بالنزاعات والصراعات المسلحة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عماني القول إن "المحادثات تهدف للتوصل لاتفاقات محدودة تخفف العقوبات على إيران مقابل كبح برنامجها النووي".
ويقود وزير الخارجية عباس عراقجي الوفد الإيراني، فيما يمثل الوفد الأميركي مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عبر منصة "إكس": "بدأت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير خارجية سلطنة عُمان".
وأوضح بقائي أن كل وفد يوجد في غرفة منفصلة، ويتم تبادل الرسائل عبر وزير الخارجية العُماني.
لطالما نفت إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، إلا أن الدول الغربية وإسرائيل يعتقدون أنها تحاول سراً تطوير القدرة على تصنيع قنبلة نووية.
ويقولون إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو وقود نووي، تجاوز بكثير متطلبات برنامج طاقة مدني، وإنها أنتجت مخزونات بمستوى نقاء انشطاري قريب من المطلوب لتصنيع رؤوس حربية نووية.
وكان ترامب قد أعاد فرض سياسة "الضغط الأقصى" على طهران منذ فبراير، بعد أن انسحب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية، خلال ولايته الأولى في 2018، وأعاد فرض عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية.
ومنذ ذلك الحين، تقدم البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي خطوة فنية تقترب من مستويات إنتاج السلاح.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الخميس إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى تحقيق السلام، مضيفاً: "كنا واضحين تماماً بأن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، وأعتقد أن هذا ما أدى إلى انعقاد هذا الاجتماع".
وتعد إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً وجودياً لها، وهددت منذ وقت طويل بمهاجمة إيران إذا فشلت الدبلوماسية في كبح طموحاتها النووية.
وقد تراجعت نفوذ إيران الإقليمي بشكل كبير خلال الـ18 شهراً الماضية، حيث تعرض حلفاؤها في المنطقة – المعروفون باسم "محور المقاومة" – إما للتفكك أو لأضرار جسيمة منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر.