أجاب الأمين العام المساعد لشؤون الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، وعضو المكتب الفني لوكيل الأزهر، وأحد خطباء الجامع الأزهر، الدكتور محمود الهواري، على سؤال حول سبب إخفاء موعد ليلة القدر.
وقال الهواري، إن الله سبحانه وتعالى أخفى علمها عن عباده رحمةً بهم، حتى يكثر اجتهادهم في العبادة خلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان، فيسعون بالصلاة والذكر والدعاء، مما يزيدهم قربًا من الله وثوابًا عظيمًا.
وأضاف الهواري، أن إخفاء ليلة القدر يحمل أيضًا بُعدًا آخر، وهو اختبارٌ لصدق نية العباد في طلبها، حيث يظهر بذلك الفرق بين من يسعى بجدٍّ واجتهادٍ لنيل فضلها، ومن يتهاون في عبادته. فمن كان حريصًا على الخير بذل جهده ولم يتوانَ في السعي إليه.
وأشار إلى ملمحٍ مهم، وهو أن الشحناء والخلاف بين الناس قد يكونان سببًا في الحرمان من الخير، مستشهدًا بواقعة نبوية، حيث أخبر النبي ﷺ أصحابه بأنه كان على وشك أن يحدد لهم موعد ليلة القدر، لكن عندما وجد رجلين يتشاجران أنساه الله موعدها، فكان الخلاف بينهما سببًا في هذا الحرمان. وهذا يبرز أهمية تجنب النزاع والشحناء، لما لهما من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.