يعد صيام شهر رمضان ركنًا من أركان الإسلام، وعلى المسلمين المحافظة عليه وعدم انتهاك حرمته. ومن المسائل التي قد تثار في هذا السياق، ما يترتب على من أكره زوجته على الجماع في نهار رمضان، وهل يلحق بها إثم أم لا؟
حكم الجماع في نهار رمضان عنوةً
بحسب فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، فإن الرجل الذي يجامع زوجته في نهار رمضان وهو صائم يرتكب ذنبًا عظيمًا، وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى قضاء اليوم الذي أفطره، مع وجوب الكفارة المغلظة، وهي على الترتيب التالي:
عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد:
- صيام شهرين متتابعين (60 يومًا)، فإن لم يستطع:
- إطعام ستين مسكينًا، بحيث يُعطى كل مسكين نصف صاع من قوت البلد، أي ما يعادل 1.5 كجم تقريبًا.
ما حكم الزوجة في هذه الحالة؟
إذا كانت الزوجة قد أُجبرت على الجماع ولم تستطع مقاومة الزوج أو منعه، فلا يلزمها شيء، لا قضاء ولا كفارة، لأنها تعتبر مكرهة، والمكره لا فعل له شرعًا. أما إذا كانت قد شاركت طواعية، فإنها تأثم مثل زوجها، وعليها التوبة والقضاء والكفارة كما يجب على زوجها.
هل يأثمان بمرور السنوات؟
التوبة واجبة في كل وقت، لكن تأخير التكفير لا يسقطه، بل يجب عليهما المبادرة إلى قضاء اليوم، وأداء الكفارة المستحقة فور الاستطاعة. فمرور السنوات لا يعفيهما من المسؤولية الشرعية، وعليهما السعي في تنفيذ ما أوجبه الله عليهما من كفارة.