مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يعتبر شهر التزود بالطاعات والعبادات، تكثر الفتاوى والأسئلة، أحدها هل يصح صوم شخص لا يصلي إلا في شهر رمضان.
وأوضح الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن قبول صوم هذا الشخص يتوقف على نية التوبة وعزمه على الاستمرار في الصلاة بعد رمضان، مشيرًا إلى أن الحالة تختلف حسب الموقف من فرضية الصلاة والنية خلف الفعل.
وقال الشيخ العثيمين: "إذا كانت صلاته في رمضان هي رجوع إلى الله وتوبة عن ترك الصلاة طوال العام، وكان عازمًا على الاستمرار في الصلاة بعد رمضان، فإن صومه صحيح حتى لو كان قد ترك الصلاة في أوقات أخرى من السنة."
وأضاف الشيخ العثيمين أن هذا الشخص يُعتبر في هذه الحالة قد تاب عن ذنبه، وإن كان البعض من السلف قد ذهب إلى أن ترك الصلاة يُعد من الكبائر التي قد تترتب عليها الكفر، فإن التوبة تجب ما قبلها، وبالتالي يكون صومه صحيحًا.
لكن الشيخ العثيمين أشار إلى أنه في حالة الشخص الذي يصلي فقط في رمضان ولكنه مصر على عدم الصلاة بعده، ويعتقد أن الصلاة لا تجب إلا في رمضان، فإن هذا الشخص يُعتبر كافرًا وصومه غير مقبول. وأوضح الشيخ أن "من يعتقد أن الصلاة لا تجب في غير رمضان فهو كافر وصومه مردود عليه."
وفي حالة أخرى، إذا كان الشخص يعتقد أن الصلاة فرض ولكن يصر على تركها معصية لله وفسوقًا، فإن صومه يقبل، ولكن الشيخ حذر من خطورة موقفه، وقال: "إذا استمر في ترك الصلاة بعد رمضان، فإنه يخشى أن يموت على هذه الحال، مما يثير تساؤلات حول حالته بين الإسلام والكفر."
وخلاصة ا لحديث أن قبول صوم من لا يصلي في رمضان، يعتمد على نية التوبة والرجوع إلى الله. إذا كان الشخص يعتقد بوجوب الصلاة ولكنه يصر على تركها، فإن صومه مقبول ولكن عليه الحذر من العواقب الخطيرة في حال استمر في ترك الصلاة بعد رمضان.