يتساءل الكثير من المسلمين خلال شهر رمضان المبارك عن أي الأعمال العباديّة أفضل في نهار الشهر الفضيل: قراءة القرآن الكريم أم صلاة التطوع؟ وتعدّ هذه المسألة من المواضيع التي تشغل بال الكثيرين، نظراً لأن رمضان هو شهر العبادة والإحسان، حيث يكثر المسلمون فيه من الأعمال الطيّبة والخيرات.
الهدي النبوي في رمضان
يستند المسلمون في اختيار أفضل الأعمال في رمضان إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر. كان النبي عليه الصلاة والسلام يُكثر من العبادة في شهر رمضان، وكان يتفرغ للطاعات أكثر من أي وقت آخر في العام. من أبرز ما كان يفعله النبي في رمضان هو الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، فقد كان جبريل عليه السلام يدارس النبي القرآن الكريم خلال ليالي رمضان، وهو ما يبين أهمية القراءة والمراجعة في هذا الشهر.
أما عن صلاة التطوع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر منها أيضاً، ويحث المسلمين على أداء النوافل، لا سيما في رمضان. فكان يصلي صلاة التراويح في المسجد ويحث الصحابة على القيام بالليل، وكان يُنبههم إلى فضل الصلاة في هذا الشهر على غيره من الشهور.
المفاضلة بين القراءة والصلاة
بخصوص المفاضلة بين قراءة القرآن وصلاة التطوع في نهار رمضان، فقد أوضح العديد من العلماء أنه لا يوجد تفاضل قطعي بين العملين في جميع الأحوال. حيث أن الفضيلة في شهر رمضان تتعلق بالنية والإخلاص في العمل. فالشخص الذي يقرأ القرآن بنية التفاعل مع كلام الله وحفظه يتقرب إلى الله من خلال هذه العبادة، في حين أن المصلي الذي يؤدي صلاة التطوع بنية التقرب إلى الله أيضاً يحقق نفس الهدف.
إلا أن أفضلية كل عبادة يمكن أن تتحدد بناءً على الظروف الشخصية للمسلم وأحواله، وكذلك حسب التوقيت والمكان. ففي نهار رمضان، قد يكون البعض قادرًا على قراءة القرآن بتركيز أكبر في أوقات الفراغ بين الإفطار والسحور، بينما قد يكون البعض الآخر قادرًا على أداء صلاة التطوع بسهولة أكبر.
الأهم هو الإكثار من العبادة
الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر جودًا في رمضان من أي وقت آخر، وكان يُكثر فيه من الصدقة والذكر والصلاة والاعتكاف. ومن هنا يمكن الاستنتاج أن الأعمال الصالحة في هذا الشهر يجب أن تكون متنوعة، وتجمع بين قراءة القرآن والصلاة، مع الإكثار من الدعاء والاستغفار.
الإنسان المسلم الذي يحرص على العبادة في رمضان ويستغل كل لحظة في الطاعات، سيجد أن فضل هذا الشهر عظيم، سواء كان ذلك من خلال قراءة القرآن أو أداء صلاة التطوع.
الخيار لك
القرار في النهاية يرجع إلى الشخص نفسه وحالته. إذا كان الشخص يفضل إتمام ختمة للقرآن الكريم في رمضان، فيمكنه تخصيص الوقت لذلك. وإذا كان يشعر بحاجة إلى التقرب إلى الله من خلال الصلاة، فيمكنه أداء صلاة التطوع بشكل أكبر. المهم في النهاية هو النية والإخلاص في العبادة، وتكثيف الجهد في سبيل الله في هذا الشهر المبارك.