يقود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جهوداً عربية مكثفة لوضع خطة بديلة لمستقبل قطاع غزة، وذلك في مواجهة مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تهدف إلى تحويل القطاع إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو الاقتراح الذي أثار غضباً عربياً واسعاً. وتعمل المملكة على تشكيل جبهة عربية موحدة تضم مصر والأردن والإمارات، بهدف تقديم رؤية عربية متكاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.
ووفقاً لتقارير وكالة "رويترز"، التي استندت إلى مصادر متعددة، فإن السعودية تعمل على صياغة مقترحات تشمل إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة بقيادة دول الخليج، بالإضافة إلى إبعاد حركة حماس عن إدارة القطاع. ومن المقرر مناقشة هذه الأفكار خلال اجتماع في الرياض يشارك فيه ممثلون عن مصر والأردن والإمارات، تمهيداً لعرضها في القمة العربية المقررة في 27 فبراير/شباط الجاري.
وأثارت خطة ترامب، التي تتضمن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، رفضاً قاطعاً من القاهرة وعمّان، كما أثارت قلقاً عربياً عاماً من احتمال تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت مصادر لـ"رويترز" إن السعودية تعمل على تقديم خطة عملية يمكن تسويقها للرئيس الأمريكي، مع احتمال تسميتها "خطة ترامب" لضمان موافقته. وتتضمن المقترحات العربية تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة دون مشاركة حماس، وتعاوناً دولياً في إعادة الإعمار، والمضي قدماً نحو حل الدولتين.
من جهتها، رفضت إسرائيل أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، بينما أعلنت دول الخليج أنها لن تضخ أموالاً لإعادة الإعمار دون ضمانات بعدم تدمير إسرائيل لما يتم بناؤه. وأكدت مصر والأردن التزامهما بخطة عربية موحدة، مع رفضهما القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين.
وأعربت السعودية عن استيائها من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية، وهو ما اعتبرته الرياض استفزازاً. كما انتقدت وسائل الإعلام السعودية الرسمية نتنياهو بشدة، مما يعكس مستوى الغضب السعودي من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة.
وتأتي هذه الجهود العربية في وقت يعاني فيه قطاع غزة من دمار هائل جراء الحرب الأخيرة، حيث يحتاج إلى إعادة إعمار شاملة. وتشير التقارير إلى أن الخطة العربية المقترحة ستشمل إنشاء مناطق إسكان مؤقتة وتوفير التمويل الدولي والخليجي لإعادة البناء، مع التركيز على ضمان استقرار القطاع دون إجبار سكانه على الرحيل.
وتبقى التحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بدور حماس والأمن الداخلي في غزة، لكن الجهود العربية تبدو جادة في تقديم بديل عملي يمكن أن يحظى بقبول دولي ويحقق الاستقرار المنشود في المنطقة.