علي العقيلي

" لا تقبرونا " .. صرخة هزت العالم .. أطلقها الطفل " فريد " قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجراحه عندما أصابته شظايا مقذوف حوثي، لكنها لم تكن آخر صرخة استغاثة من تعز، كما أنها لم تكن الأولى في ظل العدوان الحوثي الغاشم على تعز الحالمة المستمر منذ أشهر .

تسابقت صرخات الاستغاثة من تعز وتعالت قبل صرخة " لا تقبرونا " لكنها ظلت الأقوى والأكثر ألماً .. ولكن استمرت الصرخات بعدها وتعاقبت .. تشابهت في المصاب وتقاربت في الألم لكن لم ترصدها أعين الكاميرا كما رصدت " لا تقبرونا " و " أسعفونا " .

" أسعفونا " صرخة جديدة رصدتها أعين الكاميرا يوم أمس الثلاثاء، بالمنفذ الغربي لمدينة تعز بمنطقة الدحي، لمواطن أصيب برصاصة قناص حوثي بعموده الفقري أثناء محاولته دخول المدينة المحاصرة .

تلك اللقطة الحديثة التي رصدتها عدسات الكاميرا لمواطن أعزل من تعز عندما كان يحبوا على يديه وركبتيه ويصرخ " أسعفونا .. أسعفونا " بعد أن صوبه قناص حوثي بظهره - أكدت ان معاناة الأبرياء في تعز لا تزال مستمرة، وهناك في داخل تعز من يموت وهو يصرخ " أسعفونا أسعفونا " ولكن دون جدوى، دام وهناك من يصرخ على منافذ المدينة المحاصرة " أسعفونا " .

بكل بشاعة وتوحش تواصل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح جرائمها البشعة بحق السكان بتعز، من حصار مطبق منع حتى الهواء ( الأكسيجين ) من العبور إلى مستشفيات المدينة المحاصرة، إلى القصف المدفعي والصاروخي المتعمد للأحياء السكنية بالمدينة الصابرة المحتسبة، راح ضحيته المئات معظمهم من النساء والأطفال .

لقد فاقت مليشيا الموت والدمار الحوثية والعفاشية في جرائمها الصهاينة، وارتكبت بحق المدنيين باليمن جرائم أبشع من جرائم الصهاينة بحق المدنيين بفلسطين، وتعز أكبر دليل وشاهد على جرائم تلك المليشيا النازية المتطرفة .

ولكن يبقى السؤال هل ستكون صرخة " أسعفونا " آخر صرخة استغاثة من تعز ؟؟؟ أم المعاناة ستستمر ؟؟ .

نتمنى أن تكون صرخة " أسعفونا " آخر صرخة استغاثة من تعز .. وأن يتحقق طلب ذلك المواطن الذي بصرخته " أسعفونا " لخص حالة تعز بشكل عام وحاجتها الماسة في " الإسعاف " والنجدة والإغاثة والنصرة .. ولا تكون كصرخة الطفل البريء " فريد " عندما صرخ " لا تقبرونا " ولكن دون جدوى .. لم يتحقق طلبه .. مات وفارق الحياة متأثراً بنيران مليشيا الحوثي الإجرامية .. وقبروه .