قال تقرير أمريكي، إن القوات الروسية المتواجدة في أوكرانيا، لا تكفي للسيطرة على البلاد لفترة طويلة، نظرا لمساحتها الضخمة وعدد سكانها الكبير.
وأضاف التقرير الذي نشرته شبكة ”سي أن أن“ اليوم الأربعاء، أن ”الخبراء يحذرون من أن الوضع ينذر بالسوء للقوات الروسية في أوكرانيا على المدى الطويل، إذا كانت غير قادرة على إخضاع البلاد بسرعة“.
ونقلت الشبكة عن نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، سيث جونز، قوله إن ”الجيش الروسي منتشر أكثر من اللازم وفي موقف محفوف بالمخاطر إذا أصبحت أوكرانيا حربًا طويلة الأمد“
وأضاف جونز في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: ”بافتراض وجود 150 ألف جندي روسي في أوكرانيا وعدد سكانها يبلغ حوالي 44 مليون نسمة، فإن هذا يمثل معدل قوة يبلغ 3.4 جندي لكل ألف شخص. لا يمكنك الاحتفاظ في أراض بهذه الأعداد“.
وقارن جونز نسبة القوة الروسية بعد حروب سابقة حول العالم، قائلا إن ”القوات الناجحة لديها نسب قوة أعلى بشكل فلكي“.
قوات الحلفاء في المانيا
وأشار إلى أنه على سبيل المثال ”كان لدى قوات الحلفاء التي احتلت ألمانيا في عام 1945، 89.3 جندي لكل 1000 نسمة، في حين كان لدى قوات الناتو في البوسنة عام 1995، 17.5 جندي إلى 1000 نسمة“.
وبين أن ”قوات الناتو في كوسوفو عام 2000 كان لديها نحو 19.3 جندي إلى 1000 نسمة، والقوات الدولية في ”تيمور الشرقية“ في عام 2000 حوالي 9.8 جندي إلى 1000 نسمة“.
وبحسب المحلل وعالم الرياضيات من مؤسسة ”راند“ الإمريكية للأبحاث، جيمس كوينليفان، فإن ”النسبة المثالية هي 20 جنديا لكل ألف شخص“.
ولفت كوينليفان إلى أن ”نسبة القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان في عام 2002، والعراق في عام 2003، كانت فقط 0.5 جندي لكل 1000 نسمة، و6.1 إلى 1000 على التوالي“.
عدد الجنود الروس
وقال جونز إن ”وجود أعداد كبيرة من القوات والشرطة أمر بالغ الأهمية لفرض القانون والنظام الأساسي، وفي الواقع لا أعتقد أن عدد الجنود الروس في أوكرانيا يكفي حتى للاحتفاظ بأي مدن رئيسية لفترة طويلة“.
وأوضح أنه ”إذا واجه الروس حرب عصابات في حال سقوط الحكومة الأوكرانية، فلن تكون الاحتمالات في صالحهم“.
وتابع: ”سيكونون في خطر جسيم من أن يتم صيدهم وقتلهم من قبل المتمردين الأوكرانيين“.
وشنت القوات السوفيتية حملة طويلة ضد المتمردين الأوكرانيين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بحسب الشبكة التي قالت إن الحرب استمرت حتى أواخر الأربعينيات في أجزاء من غرب البلاد.
لكن السوفييت سحقوا معظم المقاومة المسلحة بحلول أوائل الخمسينات، وفق التقرير.
خطوط إمداد ضعيفة
ولفت إلى أن ”المسؤولين الأمريكيين لاحظوا كيف أصبحت خطوط الإمداد الروسية ضعيفة حتى في المراحل الأولى من الغزو الحالي“.
وأضاف أن ”معظم المسؤولين أكدوا أن موسكو توقعت تحقيق نصر سريع وربما أهملت التخطيط لإعادة إمداد قواتها بشكل كافٍ“.
ولفتت ”سي أن أن“ إلى أن ”مسؤولي الإدارة الأمريكية قالوا يوم الإثنين، إنه من المتوقع أن تكثف روسيا عملياتها في أوكرانيا“.
وحذر مشرعون أمريكيون في إحاطات سرية، من أن ”الموجة الثانية من القوات الروسية ستعزز على الأرجح مواقع البلاد داخل أوكرانيا ويمكن بأعداد كبيرة أن تكون قادرة على التغلب على المقاومة الأوكرانية“، بحسب المصدر ذاته.
وقال إنه ”مع ذلك، تظهر خريطة للمواقع الروسية الحالية أن تلك القوات سيطرت على جزء صغير فقط من أوكرانيا وهي دولة شاسعة“.
وتابع: ”مرة أخرى، بالنظر إلى الصراعات السابقة، تواجه روسيا تحديات هائلة في السيطرة على المناطق الحضرية في أوكرانيا، مثل العاصمة كييف“.
ورأت الشبكة الأمريكية أن ”التضاريس الحضرية توفر موارد ومزايا لا تصدق للقوة المدافعة لإحداث أعداد غير متناسبة من الإصابات في القوات المهاجمة ما يؤدي إلى نفاد وقت المهاجم في البيئة الإستراتيجية، وفي النهاية إيقاف زخم الهجوم بشكل صارخ“.
ومع وجود رتل بطول 40 ميلاً (64 كيلومترًا) من المركبات العسكرية والدروع الروسية التي تصطف في اتجاه كييف، فإن ما حدث للدرع الروسي في غروزني الشيشانية عام 1995 ”قد يكون أمرًا ينذر بالسوء بالنسبة للقوات الروسية في أوكرانيا“، وفق ”سي أن أن“.