2015/11/01
إعصار "تشابالا".. قلق كبير في الأوساط اليمنية يصاحبه إستعدادات متواضعة!

يواجه اليمن الغارق في الصراع والحرب تحدياً من نوع جديد؛ يتمثل في توقُّع تعرض أربع محافظات هي (المهرة – سقطرى – حضرموت – شبوة) لأخطار طبيعية بسبب إعصار "تشابالا" الذي يتمركز وسط بحر العرب في هذه الساعات، ويتوقع دخوله في الجغرافيا العمانية واليمنية في الساعات القادمة، وفقاً لتحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر بسلطنة عمان.

ويصنف إعصار تشابالا ضمن الأعاصير اللولبية التي تختلف حسب أنواعها، وذلك حسب سلم خاص بها يعرف باسم سلم فوجيتا، الذي يصنفها وفق سرعتها وحجم الدمار والخسائر التي تسببها.

قلق كبير يساور اليمنيين في الداخل والخارج إزاء ما يمكن أن ينتج عنه هذا الإعصار في ظل تواضع الإمكانات المتوفرة في مثل هذه الحالات الجغرافية والبيئية الطارئة. فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي سيجد صفحات اليمنيين تبتهل إلى الله أن يجنب البلاد الكوارث، ولا سيما وهي تعيش كارثة إنسانية ومعيشية حقيقية من جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وما زالت نيرانها متقدة حتى اللحظة.

إجراءات احترازية

الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد دعت، في بيان لها مساء السبت، إلى إخلاء المناطق الساحلية المواجهة لإعصار تشابالا في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى، مع ضرورة ابتعاد المواطنين عن البحر مسافة لا تقل عن 1 كم، وتجنب ركوب البحر، وعدم ترك القوارب على الشواطئ، ووضعها أو نقلها إلى أماكن أخرى.

وشددت الهيئة على وقف كافة الأنشطة في المناطق الساحلية في الموانئ والمطارات أثناء تقدم الإعصار، والبقاء في المنازل وعدم الخروج أثناء الحالة الجوية، مع توفير المواد الغذائية وكافة الاحتياجات داخل المنزل لمدة أربعة أيام، وتجنب قيادة المركبات، والابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول لاحتمال فيضانها على المناطق المجاورة لها ودخولها إلى المساكن والمزارع، وعدم الوقوف أمام أعمدة الكهرباء أو تحت الأشجار، وعدم استخدام الهاتف النقال أثناء العواصف الرعدية المصاحبة للحالة الجوية.

وتوقع بيان الهيئة أن تكون هناك أضرار كبيرة من الحالة الجوية نتيجة الأمطار الغزيرة وفيضانات الأودية والرياح القوية، وتأثير مياه الأمواج البحرية، ومياه البحر على المناطق الساحلية، وأن يصل ارتفاع الأمواج البحرية من 10 أمتار إلى 13 متراً.

إمكانات ضعيفة

وكيل مصلحة الدفاع المدني في اليمن، العميد عبد الكريم معياد، تحدث لـ"الخليج أونلاين" عن استعدادات جهاز الدفاع المدني اليمني للتعامل مع إعصار تشابالا بقوله: "شكلت لجان في المحافظات المعنية تتكون من المجالس المحلية وممثلي الوزارات المختلفة بناء على الخطة العامة لمواجهة الكوارث".

وأضاف أن "قطاع الدفاع المدني في اجتماع دائم مع إدارة الرصد لمتابعة مستجدات الإعصار والتواصل مع غرف العمليات المشكلة في المناطق المتوقع وصول الإعصار إليها".

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة مخاطر الإعصار، تتكون من وزراء الداخلية والإدارة المحلية والصحة والثروة السمكية، كما أمر بتشكيل غرف عمليات فرعية برئاسة محافظي المهرة وحضرموت وشبوة وأرخبيل سقطرى، وهي المحافظات المهددة بوصول الإعصار إلى سواحلها.

توعية إعلامية

وأشار معياد إلى أن "هناك نشاطاً إعلامياً توعوياً يستهدف المواطنين، يتضمن إرشادات التعامل مع الإعصار على كافة المستويات، وإجراءات السلامة والوقاية في الحالات المختلفة، وحثهم على متابعة مستجدات الطقس".

وعن الإمكانات المرصودة لمواجهة الإعصار، كشف وكيل مصلحة الدفاع المدني في اليمن أنها "شحيحة، لكن الخطط الفرعية في المحافظات حددت أماكن للنزوح في بعض المدارس الملائمة وغيرها من الترتيبات الأولية. ودعا إلى ضرورة تكاتف الجهود الحكومية والمدنية والاجتماعية للتعامل مع الإعصار وأضراره المتوقعة".

وفيما يخص طلب المساعدات والنجدة من الخارج، سواء من حكومات أو منظمات، قال العميد معياد: "الكلام هذا سابق لأوانه، نحن نتمنى أن يجنب الله البلاد أي مكروه، لكن إمكاناتنا محدودة، وفي حال حصل -لا قدر الله- ضرر لا نستطيع التعامل معه فسنطلب المساعدة من المنظمات الدولية، ونحن الآن نعمل مع منظمات بارزة، منها الصليب الأحمر الدولي".

كوارث سابقة

وتعرضت اليمن لكوارث طبيعية عدة خلال تاريخها المعاصر، أبرزها زلزال ذمار الذي وقع في شمال البلاد بالقرب من مدينة ذمار بتاريخ 13 ديسمبر/ كانون الأول 1982، وكانت قوته 6.0 درجات، حيث شُعر بالزلزال في مناطق شمال وجنوب اليمن، بالإضافة إلى أماكن في المملكة العربية السعودية، وقتل في هذا الزلزال نحو 2800 شخص، وأصيب 1.500 بجروح. كما تعرضت قرابة 300 قرية للضرر الشديد، وحوالي سبعمئة ألف شخص شردوا من منازلهم.

كما تعرضت قرية الظفير في بني مطر في ضواحي صنعاء لانهيار صخري في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2005، سحق 34 من منازلها، وراح ضحيته 65 من أبناء القرية، ليقوم الأمير الوليد بن طلال بعدها بالتكفل ببناء مجمّع سكني إلى الشمال من القرية للأسر المتضررة من الانهيار قبل أن يطالها الدمار من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية في مواجهات مسلحة في منتصف العام الماضي.

بعدها بثلاث سنوات، تعرضت مدن وقرى وأرياف وادي وصحراء حضرموت لكارثة الأمطار والسيول، التي هطلت في العام 2008 وعصفت بالبنية التحتية وهدمت الكثير من المنازل آنذاك.

وما زالت تعويضات المواطنين غير مكتملة حتى اللحظة، رغم الهبات والمساعدات من الدول الشقيقة، بسبب الفساد الذي ساد في عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news28962.html