توصلت الدراسة البحثية الممولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لمواجهة جائحة كورونا «كوفيد-19»، والتي أجراها الباحث الدكتور هادي حداد وفريقه البحثي من كلية الآداب والعلوم التطبيقية في جامعة ظفار بعنوان «نظام إلكتروني ذكي للتحكم في الأمراض المعدية في المدن العمانية، فيروس كورونا مثالا» إلى عدد من المخرجات البحثية المتميزة.
حيث أشار الدكتور هادي حداد إلى أن الدراسة هدفت إلى تطوير نظام إلكتروني ذكي للمساعدة في اتخاذ القرارات يمكن أن يستخدم من قبل الجهات المختصة وذلك لتحديد واختبار تأثير إجراءات التحكم المختلفة (مثل تقليل عدد العاملين في أماكن العمل، إغلاق المدارس، تقليل الأنشطة الاجتماعية، التطعيم، وما إلى ذلك).
وأوضح الدكتور هادي أن المشروع استخدم طريقتين مختلفتين، وهما: النمذجة والمحاكاة، فالطريقة الأولى تحاكي انتشار الجائحة في فئات اجتماعية مختلفة تعيش في منطقة حضرية معينة مثل محافظة أو ولاية أو مدينة من خلال المخالطة المجتمعية، أما الطريقة الثانية فهدفت إلى دراسة دور النقل الجماعي (الحافلات الخاصة) في انتشار الوباء في مدينة محددة على سبيل المثال كمحافظة ظفار، حيث يتم استخدام الحافلات الجماعية الصغيرة كبديل للنقل العمومي.
وأشار الدكتور إلى أن النتائج واعدة لكن يجب إجراء العديد من التجارب باستخدام بيانات حقيقية وتفصيلية من أجل اختبار بيانات النظام بشكل أفضل.
وأبان الدكتور هادي حداد أن أبرز المخرجات البحثية للدراسة تشير إلى أن أفضل استراتيجية لإبقاء الجائحة تحت السيطرة وتقليل عدد الوفيات وتجنب وضع النظام الطبي تحت الضغط تتمثل في اتخاذ مجموعة متزامنة من الإجراءات منها تطعيم غالبية السكان البالغين، وتقليص الوجود في أماكن العمل، وتعليق الدراسة لفترة زمنية محددة، وتقليل الأنشطة الاجتماعية حيث إن إجراء هذه الأنشطة المختلفة تساعد في التقليل من انتشار الجائحة بشكل فعال مع المحافظة على الحد من سير الأنشطة اليومية الأساسية مثل الحضور إلى مقرات العمل والدراسة وغيرها من الأنشطة، شريطة أن يتم تطعيم الأشخاص البالغين من عمر 16 سنة فما فوق، كما أظهرت الدراسة أنه في حال إيقاف النقل العام يمكن للحافلات الصغيرة الخاصة مواصلة تقديم خدماتها، وهذا يساعد على سرعة تقصي الحالات وعزلها في حالة اكتشاف إصابات.