هناك أنواع مختلفة لدهون الجسم، منها دهون جيدة وصحية ومنها دهون ضارة وتسبب العديد من المخاطر، ولذلك يجب التعرف على أنواع الدهون في الجسم ومعرفة الفرق بينهم.
أنواع دهون الجسم ومخاطرها
يتسبب تراكم الدهون في مظهر غير محبذ الجسم، ولذلك يسعى الأشخاص الذين يعانون من تكدس الدهون إلى فقدانها. في بعض الأحيان يسهل التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم، وفي أحيان أخرى تكون الدهون صعبة وعنيدة.
ويرجع ذلك لوجود أنواع مختلفة للدهون، والتي يجب التعرف عليها لمعرفة كيفية التعامل معها.
الدهون البنية
الدهون البنية هي الدهون الجيدة الموجودة في الجسم منذ الطفولة، وتوجد كذلك في أجسام الأشخاص البالغين ولكن بكميات قليلة وعادةً ما تتواجد في الرقبة والكتفين.
وتقوم الدهون البنية بحرق الأحماض الدهنية للحفاظ على دفء الجسم، فعند احتراقها، يتم توليد حرارة بدون حصول ارتعاش، وهذه العملية تسمى توليد الحرارة، وتقوم هذه الدهون بحرق السعرات الحرارية، وبالتالي يمكن اعتبارها علاج محتمل للسمنة وبعض متلازمات التمثيل الغذائي.
لا يمكن اعتبار الدهون البنية بأنها من الدهون الضارة، بل أنها دهون مفيدة للجسم، وقد تساعد في التحكم في مستويات السكر بالدم وتحسين مستويات الأنسولين، وبالتالي قد تساعد في خفض احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وقد تساعد أيضًا في إزالة الدهون من الدم، مما يقلل من خطر فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia).
الدهون البيضاء
توجد الدهون البيضاء بنسبة كبيرة في الجسم، وهي عبارة عن خلايا كبيرة ذات لون أبيض ومخزنة تحت الجلد، أو تحيط بأعضاء الذراعين والبطن والفخذين والأرداف، وتقوم هذه الخلايا بتخزين الطاقة في الجسم لإعادة استخدامها فيما بعد.
تلعب هذه الدهون دورًا كبيرًا في وظائف الهرمونات مثل: هرمون الإستروجين الأنثوي، هرمون الليبتين المحفز للجوع، هرمون الإنسولين، هرمون الكورتيزول، وهرمون النمو.
على الرغم من أن بعض الدهون البيضاء ضرورية للصحة، إلا أن وجود كمية كبيرة من الدهون البيضاء يسبب أضرار ومخاطر عديدة، وتتراوح نسبة الدهون البيضاء في الجسم اعتمادًا على مستويات اللياقة البدنية والنمط الغذائي المتبع.
ويمكن أن تتسبب زيادة نسبة الدهون البيضاء بالجسم في ارتفاع خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية مثل:
الاضطرابات الهرمونية.
مرض السكري من النوع الثاني.
مرض القلب التاجي.
السكتة الدماغية.
ارتفاع ضغط الدم.
أمراض الكلى.
أمراض الكبد.
مضاعفات الحمل.
أمراض السرطان.
حيث تقوم الخلايا الدهنية الصغيرة بإنتاج هرمون الأديبونيكتين، والذي يقلل فرص الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة، أما في حالة زيادة مستويات الهرمونات البيضاء في الجسم، يتباطأ إنتاج هذا الهرمون أو يتوقف، مما يزيد من فرص الإصابة بهذه الأمراض.
الدهون البيج
تعمل الدهون البيج بنفس طريقة الدهون البنية، يمكن أن تساعد الدهون البيج على حرق الدهون بدلًا من تخزينها، وهناك اعتقاد بأن بعض الهرمونات والإنزيمات التي يتم إطلاقها عند ممارسة الرياضة أو مجهود كبير يمكن أن تساعد في تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بيج.
الدهون الأساسية
الدهون الأساسية هي مكون أساسي بالجسم، وهي الدهون الهامة للحفاظ على الصحة، وتتوفر هذه الدهون في الدماغ، نخاع العظم، الأعصاب، والأغشية التي تحمي الأعضاء.
تكمن أهمية هذه الدهون في تنظيم الهرمونات، بما في ذلك الهرمونات التي تتحكم في الخصوبة وامتصاص الفيتامينات وتنظيم درجة الحرارة.
الدهون تحت الجلد
توجد هذه الدهون تحت الجلد مباشرةً، وهي مزيج من الخلايا الدهنية البنية والبيج والبيضاء، وهذه الدهون موجودة أسفل الجلد في الذراعين والبطن والفخذين والأرداف.
في حالة كانت نسبة الدهون تحت الجلد طبيعية فإنها تعتبر دهون صحية، لكن زيادة نسبتها يمكن أن يسبب اختلال مستويات الهرمونات والإصابة بالحساسية، ولكنها لا تسبب مشاكل خطيرة مثل الأنواع الأخرى من الدهون.
الدهون الحشوية
تعرف الدهون الحشوية باسم "الدهون العميقة" وهي الدهون البيضاء المخزنة في البطن وحول جميع
الأعضاء الرئيسية مثل الكلى والكبد والبنكرياس والقلب والأمعاء.
يمكن أن تزيد مستويات الدهون الحشوية المرتفعة من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الشرايين وبعض أنواع السرطان.
ومع ذلك فهي ضرورية لبعض الوظائف مثل:
تنظيم درجة الحرارة في الجسم.
الحفاظ على توازن الهرمونات.
تعزيز الصحة الإنجابية.
تخزين فيتامين كافية في الجسم.
تحسين الوظائف العصبية.
زيادة التمثيل الغذائي بالجسم.
الحفاظ على توازن سكر الدم.
أما إذا زادت هذه الدهون عن نسبتها الطبيعية، فيمكن أن تسبب المخاطر التالية:
أمراض القلب.
السكتة الدماغية.
تصلب الشرايين.
مرض السكري من النوع الثاني.
الاضطرابات الهرمونية.
مضاعفات الحمل.
بعض أنواع السرطان.
قياس نسبة الدهون في الجسم
يمكن قياس الدهون المختلفة في الجسم ببعض الطرق وتشمل:
1- قياس ثنيات الجلد
من أكثر الطرق الشائعة لتقدير نسبة الدهون في الجسم، ويقوم المتخصص باستخدام أداة تشبه الملقط تسمى الفرجار، وذلك عن طريق قرص الجلد وقياس الثنايا في الخصر والذراعين والفخذين لتقدير النسبة المئوية الإجمالية للدهون في الجسم.
وتقوم هذه الطريقة بقياس الدهون تحت الجلد بشكل أساسي.
2- جهاز Bod Pod
طريقة أخرى لقياس نسبة الدهون هي باستخدام جهاز يسمى Bod Pod، ويستخدم هذا الجهاز وزن الجسم ونسب الحجم لتحديد نسبة الدهون الإجمالية. تقيس هذه الطريقة نظريًا جميع أنواع الدهون الموجودة في الجسم.
3- تحليل المعاوقة الكهربائية Bioelectrical impedance analysis
هي طريقة أخرى لتحديد نسبة الدهون في الجسم، وعادةً ما تستخدم في مراكز التدريب الرياضي، وتكون من خلال الوقوف على جهاز يستخدم التيار الكهربائي لقياس كمية الدهون في الجسم.
4- فحص مؤشر كتلة الجسم Body mass index
على الرغم من أن هذه الطريقة لا توفر نسبة محددة من الدهون في الجسم، إلا أنها تقدم تقديرًا بناءًا على الطول والوزن.
يتم حساب مؤشر كتلة الجسم كنسبة من الوزن إلى الطول، في حين أن محيط الخصر هو قياس أصغر جزء من الخصر.