2020/11/15
فوز بايدن يخرج جماعات الإخوان المسلمين من جحورها

تساءل موقع معهد «غيتستون انستتيوت» عن سبب خروج الإخوان المسلمين من جحورهم عقب الإعلان عن فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة.

وفي مقال بالموقع، قال «خالد أبو طعمة»، الزميل بالمعهد: هل من المحتمل أن تساعد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن في إحياء جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين وسوريا منظمة إرهابية؟

وتابع يقول إن البعض قلق من رؤية جماعات الإخوان المسلمين تحتفل بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويخشى هؤلاء من أن الإخوان المسلمين، المدعومين من قطر وتركيا، يستعدون لتجديد نشاطاتهم في ظل إدارة بايدن المحتملة.

وبحسب الكاتب، فإن الرسالة التي توجهها بعض الدول العربية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة هي: لا تكرروا أخطاء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي انحازت إلى الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي، العضو في جماعة الإخوان المسلمين.

وأردف: يريد العرب أيضًا تذكير الإدارة الأمريكية الجديدة المحتملة بأن الإخوان وأنصارهم كذابون عنيدون ولا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة.

 

حماس الإخوان

ومضى يقول: ذكرت صحيفة «أراب ويكلي»، التي مقرها لندن، أن نشطاء الإخوان المسلمين ووسائل إعلامهم بدوا متحمّسين للغاية حيال تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن في نتائج الانتخابات الأمريكية.

وأشار إلى أن المحللين عزوا هذا الحماس إلى رغبة الإخوان المسلمين في عودة تجربتهم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث لعبوا خلالها دورًا بارزًا في ركوب موجة انتفاضات الربيع العربي.

ولفت إلى أن نشطاء الإخوان المسلمين وإعلامييهم في مصر وتونس واليمن ودول أخرى لم يخفوا أمنياتهم بفوز بايدن.

 

وأردف: كما لم يُخف الإخوان منذ البداية انحيازهم لبايدن، بل قدموه على أنه نصير للإسلام والمسلمين، مسلّطين الضوء على أنه يستشهد بأحاديث الرسول الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم».

ومضى يقول: كانت جماعة الإخوان المسلمين نشرت الأسبوع الماضي بيانًا على موقعها الرسمي كتبت فيه أنها تقدر العملية الانتخابية الأمريكية، التي أدت إلى فوز جو بايدن بمنصب الرئيس الجديد للولايات المتحدة.

وبحسب الكاتب، قالت المنظمة الإرهابية إنها تتمنى لبايدن والشعب الأمريكي وشعوب العالم بأسره أن يستمروا في العيش بكرامة في ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

 

جماعة إرهابية

وعرض الكاتب لوجهات نظر عدة من مختلف الدول العربية حيال موقف الجماعة الإرهابية.

وتابع: اعتبر الكاتب السعودي طارق الحميد أن البيان لم يكن مفاجئًا إلا لقلة من العرب، حيث سخر كثير منهم من حديث الإخوان المسلمين عن الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

ونقل عن الحميد قوله: كما كان متوقعًا خرج تنظيم الإخوان من جحره وأصدر بيانًا يهنئ فيه جو بايدن ويطالبه بالتحرك ضد مَن يسمونهم ديكتاتوريات. كان ذلك متوقعًا، لأن الإخوان المسلمين، الذين كانوا يدينون منتقديهم بالعملاء للغرب والصهاينة، كشفوا عن وجوههم وهم يحثون أمريكا على التدخل ضد بلادنا الآن بدعوى الديمقراطية.

وأردف: تساءل الحميد عما إذا كانت الديكتاتوريات التي يتحدث عنها الإخوان تشمل إيران وتركيا وقطر. وتساءل عما إذا كانت الديكتاتوريات هي التي تريد حماية الدول العربية من شر الإخوان وأكاذيبهم وإرهابهم؟

وأشار الحميد إلى أن جماعة الإخوان المسلمين أعربت عن حزنها من قبل على قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي حارب العراقيين والسوريين واللبنانيين، وكان صانع الدمار في المنطقة.

وتابع: اغتيل سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة في 3 يناير 2020 في بغداد. وتم إدراجه من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة كإرهابي في عام 2005.

 

استغلال الظروف

ونقل الكاتب عن المحللة السياسية والكاتبة المصرية إسراء أحمد فؤاد، في ردها على بيان الإخوان المسلمين، إن التنظيم الإرهابي يسعى بشتى الطرق لاستغلال أي ظرف دولي من أجل إعادة تدوير نفسه والظهور في المقدمة بعد فشل مشروعه التخريبي في المنطقة، وانهيار نظامهم في مصر عام 2013، في إشارة إلى سقوط نظام الرئيس محمد مرسي.

وتابعت فؤاد: هناك عدة تقارير تؤكد دعم الإخوان المسلمين لبايدن حتى يتمكّن التنظيم من تجنب القيود المفروضة على حركات الإسلام السياسي. وكانت فترة أوباما فترة مثالية بالنسبة لهم. الآن، يأملون أن تزيلهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية.

 

جماعة جاهلة

ونقل الكاتب عن الباحث المغربي أمين العلوي، قوله: إن احتفال الإخوان المسلمين ببايدن يعكس حنينًا إلى حقبة الثورات ودعم الديمقراطيين لما سمّي بالربيع العربي. الإخوان المسلمون شركاء في تخريب المنطقة ودعم التطرف. ترى جماعة الإخوان أن بايدن سيعيدهم إلى السلطة في مصر، خاصة أن السنوات الأربع لوجود الرئيس دونالد ترامب أجهضت طموحاتهم.

كما نقل الكاتب عن خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع المصرية، قوله: تأمل جماعة الإخوان المسلمين في أن يضغط بايدن على مصر لإطلاق سراح كبار أعضاء التنظيم الإرهابي من السجن. ترقص الجماعة الجاهلة فرحًا بانتصار بايدن، وكأنهم يستعدون للعودة إلى السلطة بأوامر من البيت الأبيض.

 

صفحة جديدة

كما نقل عن نبيل نعيم، العضو السابق في منظمة الجهاد الإسلامي المصرية، قوله إنه يعتقد أيضًا أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقال نعيم: إن الإخوان المسلمين بتهنئة بايدن تتوقع من الحزب الديمقراطي تبنّيها والدفاع عن وجودها وتمهيد الطريق لعودتها إلى الساحة السياسية.

ومضى الكاتب بقوله: لا تستطيع أي إدارة أمريكية تجاهل أجراس التحذير التي قرعها العرب في أعقاب محاولة الإخوان المسلمين تقديم نفسها على أنها جماعة مسالمة تسعى إلى تحقيق الحرية والديمقراطية في العالم العربي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news276746.html