2020/08/12
ميليشيا الحوثي تتجاوز تنظيم داعش في تصفية الأسرى والتمثيل بجثامينهم

لم تتوقّف ميليشيا الحوثي عند انتهاكاتها الإجرامية في تعذيب الأسرى بوحشية وتنفيذ إعدامات ميدانية بحقّهم، بل تجاوزت ذلك إلى الاعتداء على جثامينهم والتمثيل بها بطريقة مروّعة تتعدى الأساليب الإرهابية التي عرفت عن تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وأحدث هذه الجرائم ما ارتكبته الميليشيا الحوثية الإرهابية بحق الأسير عبدالحافظ عبدالرب الطاهري، من أبناء مديرية الطفة بمحافظة ‎البيضاء، حيث قامت بتعذيبه بطريقة مروّعة أثناء وقوعه في الأسر لديها، ومن ثم اعتدت على جثمانه بعد أن فارق الحياة تحت التعذيب في سجونها.

وكانت ميليشيا الحوثي (مرتزقة إيران في اليمن)، قد أسرت "الطاهري" مع زملاء آخرين معه في إحدى نقاطها المسلّحة في منطقة ردمان بآل عواض شمالي محافظة البيضاء في 18 يونيو الماضي، أثناء المواجهات التي اندلعت بينها وبين قبائل البيضاء على خلفية جريمة قتل المرأة "جهاد الأصبحي" برصاص أحد مشرفي الميليشيا في منزلها نهاية أبريل 2020.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا مسرّبة لـ"الطاهري" تظهر آثار التعذيب الوحشي الذي تعرّض له بعد وقوعه في الأسر لدى ميليشيا الحوثي، وأنها فقأت عينيه، وقطعت لسانه، وجدعت أنفه وأذنيه وشفتيه، وسددت له عدّة طعنات في أنحاء متفرّقة من جسده، قبل أن تقوم بإحراقه حيّاً حتى فارق الحياة.

ووصفت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، ما تعرّض له "الطاهري" بـ "العمل الإجرامي"، وناشدت في بيانها المنظمات الحقوقية المحلّية والدولية للاضطلاع بدورها والتحرّك لمحاسبة ميليشيا الحوثي عن كلِّ جرائمها بحقّ اليمنيين.

ومن جانبه، قال وزير الإعلام معمر الإرياني: "إن هذه الجريمة البشعة التي هزّت الرأي العام اليمني تؤكّد وحشية وإجرام ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتنصّلها عن كلِّ القوانين والأعراف والقيم والعادات والتقاليد وتعاليم ديننا الإسلامي السمحة، وهي تكرار لمشاهد التعذيب الوحشي التي مارستها التنظيمات الإرهابية "القاعدة، داعش" بحق الأسرى“.

ودعا الإرياني، في تصريح نقلته وكالة سبأ الحكومية، "الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن وكافة منظمات حقوق الإنسان ومناهضة العنف والتعذيب إلى مغادرة مربع الصمت وإدانة جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، وسرعة التدخّل لحماية وتأمين سلامة كافة الأسرى والمختطفين في معتقلاتها غير القانونية والضغط لإطلاقهم فورًا دون قيد أو شرط تنفيذًا لبنود اتفاق السويد“.

وتأتي هذه الجريمة بعد أقلّ من 48 ساعة من إعلان مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة عن تلقّيه بلاغًا بوفاة اثنين من الأسرى في سجون ميليشيا الحوثي بصنعاء، وهما دارس مرشد عبدالله الحوشبي ومعاذ الأصنج“.

وأوضح المكتب في بيانه الذي أصدره الجمعة (7 أغسطس) الجاري، أن وفاتهما جاءت نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمَّد الذي حرمهما الرعاية الصحية اللازمة.. معتبراً ذلك انتهاكًا صارخًا للشرائع السماوية والقانون الدولي والإنساني وجميع المواثيق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية التي تنصُّ على رعاية الأسرى والمحتجزين، وتحدد القواعد الأساسية التي تنظّم معاملتهم وظروف احتجازهم.

ووصف البيان تعذيب الميليشيا الحوثية للأسرى والمخفيين قسريًا ومنعهم من حقوقهم الإنسانية بأن ذلك يعدُّ "نسفا لعملية السلام وطعنة غادرة لاتفاقية السويد"، محذّراً من تبعات استمرار الحوثيين في ممارسة الانتهاكات والجرائم ضد الأسرى والمختطفين.

‏وفي مارس الماضي، كانت ميليشيا الحوثي قد أعدمت قائد اللواء 161 مشاة العميد حسين العصيمي، بعد أن وقع أسيراً لديها أثناء المعارك التي شهدتها محافظة الجوف مطلع العام الجاري، وقامت بالتمثيل بجثّته وحرقها بمادة الأسيد.

وكانت الميليشيا قد بثّت مشاهد مصوّرة لـ"العصيمي" على شاشة قناة المسيرة التابعة لها بعد وقوعه في الأسر، وظهر حينها بصحة جيدة، قبل أن تتفاجأ أسرته ومعارفه بتسليم الحوثيين لجثمانه الممزّق والمحترق في 22 مارس الماضي.

هذه المشاهد وغيرها أثارت سخطاً واسعاً في أوساط اليمنيين؛ لكونهم لم يعهدوا هذه الجرائم من قبل، وأكّدت ردود الفعل على أن ميليشيا الحوثية بهذه الانتهاكات الوحشية تثبت يوماً بعد يوم أن التعايش معها غير ممكن، وعلى اليمنيين ومن خلفهم العالم أجمع مواجهتها والقضاء عليها عسكرياً باعتبارها خطراً يفوق تنظيم داعش الإرهابي ومثيلاته من الميليشيات الإرهابية.

 

 
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news270540.html