في العام 2002، كان البروفيسور الألماني، وولف جانج رانك Wolfgang Wranik، أستاذ التنوع الحيوي والبيئي في جامعة روستن في ألمانيا الاتحادية، يقوم باجراء دراسة بحثية ميدانية في جزيرة سقطرى اليمنية، حول تقييم الأحياء والكائنات البرية المستوطنة والتي لم تحظى بدراسة مسبقة.
وبينما كان البروفيسور جانج، يسير في أحد جبال سقطرى الشاهقة، ظهر أمامه بشكل مفاجئ، حيوان صغير يسير بخطوات سريعة الى داخل احدى الكهوف. قام جانج بتعقبه إلى ذلك الكهف، وتوصل بعدها الى اكتشاف مذهل.
وبعد استقصاء ودراسة، تحدث البروفيسور وولف رانك، عن اكتشاف جديد وغير مسبوق في جزيرة سقطرى. يتمثل ذلك الاكتشاف في وجود أنواع جديدة من السرطانات البرية (السلطعون) والتي تختلف بيئة تواجدها وطبيعة عيشها عن بقية سرطانات العالم.
وبحسب المصادر، كان ذلك النوع الذي وجده جانج يركض في أحد الجبال، عبارة عن سرطان الجبال/ أو سرطان الكهوف، وهو نوع كبير الحجم من السرطانات النادرة التي اتضح أنها سرطانات برية وليست كسرطانات البحر، وهي تعيش في مناطق الجبال، ولا تعيش في المياه العذبة.
وكشفت أبحاث البروفيسور جانج المتوالية، عن وجود نوعين من السرطانات البرية الصغيرة المستوطنة في بيئة سقطرى، والتي تم وضعها تحت جنس جديد، بعد تصنيفها في دراسة علمية نشرها جانج في ديسمبر/ 2010، بعنوان: أنواع جديدة من سرطان البحر في المياه العذبة – بجزيرة سقطرى في اليمن.
وقد حظي هذا الاكتشاف باهتمام كبير، نظراً لأن السرطانات البرية المكتشفة في سقطرى، كانت مميزة، ومتوطنة في جزيرة سقطرى، وهي لا توجد في أي مكان آخر في العالم. النوع الأول من هذه السرطانات هو سرطان المياه العذبة، واسمه العلمي هو: Socotrapotamon socotrensis.
سرطان المياه الغذبة في سقطرى/ الصورة: Photo by Mark.W Moffett/ NATIONAL GEOGRAPHIC
أما النوع الثاني من سرطانات سقطرى البرية يسمى: Socotrapotamon nojidensis. ويعيش هذين النوعين من السرطانات في الوديان المتواجدة في مناطق مختلفة في جزيرة سقطرى.
سرطان بري بسقطرى/ الصورة: Socotr Aman
وعن طريق متابعات البرفيسور وولف جانج، تم اكتشاف نوع ثالث من السرطانات في سقطرى، والذي يعيش في تجاويف الصخور وفي مناطق محددة في سقطرى، وتم أيضا ضمه في جنس جديد في التصنيف، وذلك لتميزه عن بقية السرطانات، وهو يحمل اسم: Socotra pseudocardisoma.
وينام هذا النوع من سرطانات سقطرى البرية في المناطق الجبلية الكلسية، وتحديداً في داخل الكهوف، وهو يخرج في المساء ليمارس نشاطه. وهو أمر مغاير لبيئة السرطان المعروفة في مناطق العالم.
وتفيد دراسة جانج، بوجود أنواع مميزة من السرطانات البرية التي تعيش في بيئة المرتفعات الجبلية شبه القاحلة في جزيرة سقطرى، وتتواجد بين صخور الحجر الجيري.
وفي نهاية العام 2010، تبين ان بيئة سقطرى تضم وجود 3 بيئات تعيش فيها انواع السرطانات في الجزيرة، إذ توجد سرطانات بحرية تعيش في البحر والشاطئ، وسرطانات برية تعيش في المياه العذبة والأنهار، وسرطانات الكهوف والجبال.
ويصنف سرطان الجبال في سقطرى، بانه من عائلة سرطانات العالم القديم الذي انقرضت انواعها بعد انفصال القارات قبل ملايين السنين. وما هو مدهش عليماً ان السلطعون أو السرطان في سقطرى ما يزال يسكن كلاً من العالمين القديم والجديد.
سرطان الجبال سقطرى/ الصورة: Morten ross
المدهش ايضاً، أنه لا توجد في سقطرى، أية أنواع من الضفادع. ولذلك تحتل السرطانات البرية تقريباً نفس بيئات الضفادع. وكذلك توجد في سقطرى سرطانات أخرى تسمى سرطان النخيل، وهي تعيش في بساتين النخيل القريبة من البحر. وكذلك هناك سرطانات الأخوار والعديد من السرطان البحرية المتواجدة في سقطرى.
* المصدر: موقع حلم أخضر ودراسات وأبحاث علمية