2015/10/19
لليوم الثاني...مصر تدخل انتخابات "بلا ناخبين"
بدت مراكز الاقتراع المصرية، هادئة في الساعات الأولى للتصويت في اليوم الثاني للانتخابات البرلمانية التي وصفتها إحدى الصحف بأنها "انتخابات بلا ناخبين"، في حين لا يزال الناخبون عازفون عن التصويت. وكانت زيارات قام بها مراسلون لرويترز لعدد من مراكز الاقتراع يوم الأحد أظهرت إقبالا يقدر بنحو 10 بالمئة وهو ما يتناقض مع مشاهد الطوابير الطويلة والحماس الواضح في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أواخر عام 2011 وبدايات عام 2012. وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل يوم الاثنين إن نسبة المشاركة تتراوح من 15 إلى 16 بالمئة. ونقلت وكالة الشرق الأوسط للانباء عنه قوله إنه يتوقع أن يزيد إقبال الناخبين يوم الاثنين في ثاني وآخر أيام التصويت في المرحلة الأولى. ومن الملاحظ غياب الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان عن المشاركة في الانتخابات التي يصفها كثيرون بأنها مسرحية أو يبدون الشكوك في أنها قد تأتي بنواب قادرين على التغيير. ويشير ضعف الإقبال - الذي جاء بعد يوم من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين للتصويت إلى أن ضابط الجيش السابق الذي كان يتمتع بشعبية منقطعة النظير بدأ يفقد قدرا من هذه الشعبية. ومصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت أن كان يدير شؤون البلاد بعد الإطاحة بمبارك قرارا بحل مجلس الشعب الذي كانت تهيمن عليه جماعة الإخوان. وصدر قرار حل المجلس تنفيذا لحكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه. وأعلن السيسي حين كان قائدا للجيش ووزيرا للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وتعهد "بخارطة مستقبل نحو الديمقراطية". وبعد ذلك شنت الحكومة أعنف حملة أمنية على المعارضين في تاريخ مصر الحديث وسجن الآلاف من مؤيدي مرسي وامتدت الحملة لتشمل نشطاء تصدروا المشهد في الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011. والعام الماضي مد التصويت في الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث بهدف زيادة نسبة الإقبال وشنت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة حملة لحث الناس على المشاركة. وفاز السيسي في هذه الانتخابات بنسبة 97 بالمئة. وهذه المرة ركزت الصحف بما فيها الصحف المؤيدة للحكومة على ضعف الإقبال. ويقول محللون إن السيسي ربما يحاول استغلال عدم المبالاة بالانتخابات البرلمانية لصالحه بالقول إن المصريين منحوا ثقتهم بقدر أكبر للرئيس وليس للبرلمان. وقال العنوان الرئيسي لصحيفة المال الاقتصادية: "انتخابات بلا ناخبين". وقالت صحيفة الشروق الخاصة في صفحتها الأولى: "انتخابات بلا طوابير". وحتى صحيفة الأهرام المملوكة للحكومة ركزت على غياب الشباب عن التصويت. وفي محاولة على ما يبدو لتشجيع الناخبين على التصويت قرر مجلس الوزراء منح العاملين بالدولة عطلة لنصف يوم يوم الاثنين. وقال مايكل باسيلي (19 عاما) من الإسكندرية "لا نعرف شيئا عن المرشحين لذا لن أمنح صوتي لشخص لا يستحقه." وأضاف "كشباب نحاول إصلاح البلد وسنعمل لتحقيق ذلك ... لكن هؤلاء الأشخاص مهتمون فقط بالمال وبأنفسهم."
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news26747.html