يحاول زعماء الجريمة المنظمة في محافظة المهرة استغلال الأوضاع الاستثنائية التي تمرُّ بها اليمن، والمعركة التي تخوضها الحكومة ضد الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران؛ لتحقيق مطامع ومكاسب سياسية ومادية، وتحويل محافظة المهرة إلى مستنقع للفوضى والتخريب.
تتمتع محافظة المهرة بموقع استراتيجي مهم؛ كونها البوابة الشرقية لليمن، وتمتد مساحتها على الشريط الساحلي بأكثر من 560 كيلومتر، وفيها عدد من الموانئ البحرية والبرية، أبرزها ميناء نشطون، إضافة إلى مينائي شحن وصرفيت.
في فبراير الماضي تناولت عدد من وسائل الإعلام ملف المهرة، وسلطت الضوء على الشخصيات المتزعمة منظمات الجريمة المنظمة وعمليات التهريب في المهرة، وأوضحت أنهم يعملون في تهريب الأسلحة والمخدرات وأجهزة البث والاتصالات الحديثة، وأنهم على صلة بميليشيا الحوثي، ويشتركون في نشر الفوضى وعلميات التخريب.
أبرز تلك الشخصيات "علي سالم الحريزي" الذي كان زعيم عمليات التهريب، إضافة إلى "أبو بكر صالح بن شمس الجيلاني" و"عبود هبود قمصيت"، وهما أيضا من كبار مهربي السلاح والمخدرات، وكذا "أحمد محمد قحطان" و"بدر كلشات“.
ولتحقيق أهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن والعمل من أجل مساندة الحكومة الشرعية لاستعادة كافة الأراضي اليمنية وتأمينها، قدم التحالف كافة أشكال الدعم والإسناد للسلطة المحلية في محافظة المهرة بهدف ضبط الاختلالات، والحد من عمليات التهريب في المنافذ، والتي تضر بمستقبل اليمن ومعركتهم في مواجهة الميليشيا الحوثية.
تبنَّت المملكة العربية السعودية في إطار عمليات تحالف دعم الشرعية تزويد الأجهزة الأمنية في المحافظة بالمعدات العسكرية، والأجهزة الحديثة، والإمكانيات اللازمة لتسهيل مهامهم في ضبط عمليات التهريب وملاحقة أنشطة الجماعات الإرهابي، وكذا برامج التدريب والتأهيل، ناهيك عن المشاريع التنموية والإغاثية والإنسانية التي تقدم عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن، وكذا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمساندة قوات التحالف من إحكام سيطرتها على المنافذ، وضبط العشرات من عمليات التهريب، وهو الأمر الذي لم تتقبله الشخصيات المتزعمة للجريمة المنظمة، والتي لجأت إلى إثارة الفوضى والتخريب في المحافظة، ووجدت من يمولها في ممن يقفون ضد المصالح اليمنية ويدعمون الميليشيا الحوثية في المحيط الإقليمي، ولم يعد الأمر خافيًا بالنسبة لليمنيين.
لم تكتفِ العناصر الإجرامية بزعزعة أمن واستقرار محافظة المهرة، بل تسعى إلى تحويل المحافظة إلى وكر للعناصر الإرهابية، ومركز للتنظيمات المتطرفة، وقد ظهر هذا من خلال استضافتها لقيادات من تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي.
وخلال العام الماضي نفّذت القوات الخاصة السعودية عملية في محافظة المهرة أسفرت عن إلقاء القبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي في اليمن الملقب بـ (أبو أسامة المهاجر) والمسؤول المالي للتنظيم، وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له.
تقف المملكة العربية السعودية عوناً وسنداً لليمن في مختلف المراحل، ويدعم التحالف بقيادة المملكة الحكومة الشرعية في معركتها ضد الميليشيا الحوثية وكل التنظيمات الإرهابية، ومستمرة في ذلك حتى استعادة كافة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتمكين الحكومة الشرعية من بسط نفوذها على كافة الأراضي اليمنية.