2020/04/17
انتحار صحاري الربع الخالي..حرب المخدرات..!

جنوب شبه الجزيرة العربية ثمة حكاية موت لا تتوقف كل يوم، الآلف يعيشون حالة استنزاف كبير بمادة الحشيش المخدر بين الاتجار والتعاطي, منها إلى تفخيخ حياة الأبرياء وجرهم تحت ضغط الحاجة والعوز إلى السقوط في وحل هذا الضياع والتدمير النفسي والجسدي والخلقي الكبير.

 

بلد فقير يقبض الموت في كل الأحوال وبشتى الطرق, تضيق السبل ببلد أسمه اليمن..هذا البلد الفقير والمنهك نتيجة الحرب، غير قادر على إيقاف أو تخفيف النزيف المروع لفعل تجارة المخدرات، إذ لا يحول بينه والموت من شيء، تمتد سواحله لأكثر من 1700كيلومتر، إلى جانب شريط بري حدودي مع دول الأشقاء المملكة العربية السعودية وعمان، وبينهما صحراء واسعة هي الشريان الرئيس لهذا الموت والدمار(طرق تهريبه من قبل العصابات).

 

ما الذي يملكه اليمن للخلاص من هذا الموت والدمار المحقق(المخدرات) 

 

أشكال وأنواع مختلفة من الأصناف القاتلة، يتنامى تهريبها ويتسع بسرعة فائقة بالتوازي مع استمرار دائرة الحرب, البيئة الخصبة والمساعدة لاتساعه نتيجة الانفلات الأمني والعسكري وشح الإمكانات وانعدام التعاون الحقيقي الفعلي الإقليمي والدولي، على كافة المستويات الاستخباراتية والمعلوماتية والمادية والفنية والتقنية وفقا لمصادر أمنية. 

 

إن تساهل دول المنطقة بمصير الدول المجاورة لها فيما يتعلق بتهريب المخدرات والتوقف فقط عند شريطها الحدودي، لا يعني أنها أنهت الخطر، ذلك أن الأطراف التي تقف خلف هذه الآفة المدمرة والقاتلة للإنسان هي أكثر تماسكا وتشعبا وابتكارا لوسائل التهريب. 

 

بمعنى ما يشكل خطرا جسيما على أمن وسلامة أمن الخليج والمنطقة ككل، حيال تزايد عصابات التهريب وارتباطها التلقائي بالجماعات الإرهابية التي تشكل عملية بيع وتهريب المخدرات أحد مصادر التمويل الرئيسة لها.

 

مصادر أمنية تقول "أثناء عمليات ضبطنا لكميات كبيرة متنوعة من مادة الحشيش المخدر كشفتها التحقيقات لاحقا، أن معظم الأشخاص الذين تم ضبطهم متلبسين من عناصر تابعة لميلشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية، وكما وجدناها أيضا (المواد المخدرة) مع عشرات من عناصرها الذين تدفع بهم للقتال في صفوفها، إذ تم ضبط  كميات مع عناصرها يتعاطونها كمحفز للقتال والاندفاع دون شعور أو إدراك بقيمة الحياة ومعناها.

 

لقد ضاعف وسهل انقلاب ميلشيا الحوثي عملية التهريب في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إذ تؤكد المعلومات تورط قيادات ومشرفي كبار في الميلشيا الحوثية بعمليات التهريب والاتجار بمادة الحشيش المخدر.

 

وتذكر المصادر. أنه في الآونة الأخيرة وتحديدا الخمس السنوات الماضية زادت عملية انتشار مادة المخدرات في الداخل اليمني وذلك بنسبة كبيرة جداً، حيث زادت عصابات التهريب من نشاطها مستغلة الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد جراء استمرار الحرب.

 

شراكة التنظيمات الإرهابية وعصابات تجار المخدرات

وعن تلاقي التنظيمات الإرهابية مع عصابات الاتجار وتهريب المخدرات تسرد المصادر  "أنه في ظل استمرار الحرب في اليمن التي تحيطها دول خليجية هامة، تنمو وتتزايد عملية التهريب، إذ تنشئ تباعا لها وخلالها علاقة إرتباطية بين الاتجار بالمخدرات والتنظيمات الإرهابية، من خلال علاقة التشابه والتلاقي بين هذه المنظمات وبعضها البعض، حيث تحتل المنظمات الإرهابية على منافع من الاتجار بالمخدرات، وصلات التعاون والتلاقي والتقارب والتعايش من أجل المنفعة المتبادلة، والسمات المشتركة بين المنظمات الإرهابية وعصابات المخدرات.

 

وتتابع المصادر "هذه العلاقة تضاعف لدى تجار المخدرات الاستفادة من مهارات الإرهابيين ، واستفادة الإرهابيين من مهارات وخبرات تجار ومافيا المخدرات في عمليات التحويل المالي، يحدث ذلك علاقة دينامية حيث يجري التحول بين الجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات، من خلال تحول جماعة إرهابية إلى جماعة إجرامية منظمة للاتجار بالمخدرات، وتحول جماعات الاتجار بالمخدرات إلى تنظيمات إرهابية وهكذا".

 

الاخطار المترتبة على التهريب في المناطق والمربعات الحدودية

 

تلخص المصادر بالقول إن آثار وأخطار الصلة بين جريمة المخدرات وجرائم التنظيمات الإرهابية، من حيث إمكانية انضمام الجماعات الإرهابية الصغيرة إلى الجريمة المنظمة ومنها جرائم المخدرات لاكتساب فعالية غير متناسبة مع حجمها،  قد تسفر عنها فوضى وعدم استقرار أمني بما يعزز من حضور وقوة المنظمات الإرهابية، وتعاون عصابات ومافيا المخدرات مع منظمات الإرهاب في مقاومة الأجهزة الأمنية".

 

 التحديات الداخلية والخارجية

 

المصادر الأمنية توضح فيما يتعلق بالتحديات "هناك عدد من التحديات تواجه مكافحة انتشار المخدرات وتهريبها، منها التحديات التنظيمية حيث تسعى كافة الجهات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والوطنية للتعاون والتنسيق لتحديد الوضع الحالي والفجوة المستهدفة لمواجهة المخدرات وتهريبها من خلال القوانين والسياسات والاستراتيجيات".

 

 أسباب فقد السيطرة:

 تقول المصادر الأمنية  " يقع على طبيعة جغرافية تمتد سواحلها لأكثر من 1700كيلومتر وهذه السواحل غير مؤمنة، وبحاجة إلى تغطية واسعة ومكثفة حتى لا تستغلها تلك العصابات في عملية تهريب المخدرات تلك المخدرات الى داخل دول الخليج المجاورة، إذ لدينا حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.

 

وتلفت المصادر إلى أن من بين أسباب انتشارها ودخولها اليمن"شحة الإمكانيات لدى الدولة لمواجهة انتشار تلك المخدرات ومتابعة عصابات التهريب والعمل على ضبطهم, بالإضافة إلى غياب التنسيق مع الدول المجاورة لليمن في هذا الخصوص ووضع حد لانتشارها أو وصولها إلى داخل اليمن وتقديم الدعم اللازم الذي تحتاجه الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في هذا المجال على وجه الخصوص".

 

وتبين المصادر أن من ضمن الاسباب أيضا" استمرار الحرب زاد من عملية انتشار مادة المخدرات وذلك لانشغال الدولة والمجتمع في الحرب، ولا يخفى عليكم بان مليشيات الحوثي هي المستفيد الوحيد من عمليات التهريب والاتجار بالمخدرات لتمويل حروبهم والانقلاب على مؤسسات الدولة".

 

وتضيف المصادر أسباب أخرى تتمثل بخروج بعض السجناء من تجار المخدرات من سجون الانقلابيين وعودتهم لمزاولة النشاط في تهريب المخدرات والاتجار بها, بالإضافة وهو أهم العوامل:ضعف التعليم وكذلك قلة الوعي لدى المجتمع وعدم وجود توعية وندوات وفعاليات بهذا الخصوص.

 

كما تشير المصادر إلى تورط بعض الأشخاص الذين يملكون نفوذا سياسيا أو عسكريا أو قبليا. 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news262378.html