2020/03/12
الذكاء الاصطناعي يأخذ التعليم إلى وجهة مجهولة

أنتوني سيلدون، نائب رئيس جامعة باكنجهام والمدير السابق لكلية ويلينجتون، يفكر مليا في رحلة استغل فيها أخيرا سيارة أجرة.

يقول: "سائقو سيارات الأجرة من القدامى (يدرسون) لمدة عام أو ثلاثة أو أربعة أعوام"، لتخطي اختبار "المعرفة"، وهو الاختبار المعروف أنه بالغ الصعوبة الذي يخضع له سائقو سيارات الأجرة السوداء في لندن لقياس مدى معرفتهم بشوارع العاصمة البريطانية.

"إنهم فخورون جدا بجهودهم. لكنه حاليا لا قيمة له على الأغلب لأن هناك شيئا يؤدي المهمة بشكل أفضل". يضيف: "مهما كانت معرفتهم جيدة، لا يمكنهم التنبؤ بما سيحدث عند المنعطف التالي".

عالم التعليم يتجه إلى وجهة لا يمكن التنبؤ بها. التكنولوجيا الحديثة، خاصة برامج التعرف على الأنماط التي تعرف عادة بالذكاء الاصطناعي، تدخل حاليا في عملية التعلم وتغير كيفية احتفاظنا بالمعرفة واختبارها.

يعتمد الذكاء الاصطناعي في التعليم على فكرة أن البرامج يمكنها التعرف على أنماط أداء الطلاب، وإبراز نقاط القوة والضعف، مع تمكينهم من التحسن بشكل أسرع.

السير أنتوني، وهو رئيس مشارك لـ"معهد الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في التعليم" في الجامعة، يلاحظ أن التحولات في التعليم بالكاد تذكر مقارنة بالمناقشات المتكررة حول التحولات التكنولوجية في القطاعات الأخرى.

يقول: "الحكومة تتفهم وجود الذكاء الاصطناعي في وسائل النقل والعلوم الصحية وتجارة التجزئة. لكنها لا تتفهم وجود الذكاء الاصطناعي في التعليم - لا تتفهم الإمكانيات، ولا تتفهم المخاطر. والأدهى أنها تجهل أنها لا تفهمها".

لا يزال عديد من الشركات في مجال التعليم بالذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى. "أب ليرن" Up Learn شركة مقرها المملكة المتحدة، تلقت دعما بلغ 2.5 مليون جنيه استرليني، بما في ذلك تمويل من هولي وسام برانسون، ابني رائد الأعمال ريتشارد برانسون.

يوفر برنامج "أب ليرن" دروس فيديو متحركة، تختبر الطلاب بشكل مستمر، وتضمن درجة تعادل الدرجة A عند الامتحان - أو استرداد نقودك.

"إنها تقيم باستمرار ما تعرفه وما لا تعرفه، مع الأخذ في الحسبان ما تجيب عنه بشكل صحيح أو خاطئ وتقيم أيضا أشياء مثل معدل نسيانك للمعلومات، والوقت الأمثل لك لإعادة مراجعة المواضيع للحد من نسيانك للمعلومات" حسب قول جي رييز، مؤسس "أب ليرن".

في الاقتصادات النامية، مثل الهند، غالبا ما يتم الاستشهاد بنقص المعلمين لدعم إدخال الحلول التكنولوجية. لكن هناك مخاوف بشأن استخدام المناهج التكنولوجية في الاقتصادات النامية، خاصة إذا كانت موجهة من قبل منظمات ربحية، كما ينظر إليها على أنها تقلل التواصل مع المعلمين.

في بعض الأحيان أثبتت التنمية ذات الطابع التجاري أنها مثيرة للجدل في الاقتصادات النامية. "أكاديميات بريدج العالمية"، وهي منظمة ربحية تقول إنها درست مليون طفل في مرحلة الحضانة والمدارس الابتدائية على مستوى العالم منذ 2009، وهي تعتمد على "البيانات في الوقت الفعلي تقريبا والتحليلات والتكنولوجيا المتقدمة التي تعمل باستمرار على تحسين نتائج تعلم التلاميذ".

ولأنها منظمة ربحية، اجتذبت انتقادات من "إديوكيشن إنترناشونال" Education International، وهو اتحاد عالمي لنقابات المعلمين. وفي الماضي واجهت عديدا من المصاعب بشأن ترخيص مدارسها في كينيا.

تقول أكاديمية بريدج إن لديها تراخيص في "جميع الدول التي تدعم فيها المدارس المجتمعية"، بما في ذلك كينيا، وإنها فخورة بالاستفادة من مصادر جديدة للتمويل "لمعالجة أزمة التعلم العالمية بأنموذج مكن الحكومات الوطنية وحكومات الولايات من تحويل نظم التعليم العام الخاصة بها بسرعة وعلى نطاق واسع".

يركز مناصرو الذكاء الاصطناعي على مزايا الطرق الجديدة. يقترح مارك مينيفيتش، المستشار في IPsoft، وهي شركة ذكاء اصطناعي، والرئيس السابق للتكنولوجيا في شركة أي بي إم، أن التكنولوجيا ستسمح بعملية "تخصيص التعليم لكل طالب على حدة"، على عكس المنهج "العام" الذي لا يزال سائدا في الفصول الدراسية. سيتيح ذلك مزيدا من البيانات حول أداء الطلاب.

يقول مينيفيتش: "سيتم إدخال الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، وسيتم إدخاله في التعليم، لكنه يمنحك فرصة لتحليل كل هذه المعلومات. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي لديه إمكانية واضحة للحصول على كل هذه المعلومات وبوتيرة مستمرة - مثل جهاز تنظيم ضربات القلب تقريبا".

هذا يثير شبح مخاوف الخصوصية المشابه للمخاوف الحالية المتعلقة بالإعلانات عبر الإنترنت واعتمادها على البيانات بشكل مكثف. ويضيف مينيفيتش: "سيكون من الصعب تطبيق ذلك. يتعلق الأمر بالخصوصية والأخلاق".

وفقا لريس، من شركة أب ليرن، التجميع المستمر للبيانات يعد تحسنا عن الوسائل الحالية لتقييم الطلاب، من خلال الاعتماد على مئات الساعات من البيانات.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news259655.html