محمد عبدالله القادري
عندما ندرك ان القضايا مرتبطة بالمبادئ والثوابت وليست مرتبطة بالعلاقات ، وعندما نفهم ان ان الفكر مرتبط بالاهداف وليس مرتبط بالشخصيات ، حينها سننظر إلى الجوهر وليس إلى المظهر ، وسنميز الحق من الباطل والصح من الخطأ والخبيث من الطيب ، وسنحكم حكم الصواب ونقف الموقف السليم ، وهذا مايتطلب منا عندما ننتمي إلى وطن ، أو يكون لنا تواجد في مجتمع ، أو نكون أعضاء في حزب ، أو تكون لنا مشاركة في أمرٍ ما .
بغض النظر عن عفاش او هادي ، وبغض النظر عن شخصيات قيادة المؤتمر التي في اليمن وقيادة المؤتمر التي في السعودية في الوقت الحالي، سنجد ان قرارات المؤتمر التي اتخذتها قيادات من اللجنة العامة في الرياض بخصوص التعامل مع قيادات مؤتمرية اخرى ، سنجد انها قرارات جريئة وشجاعة ومنطقية وواقعية وايجابية من خلال قياسها على جميع الجوانب ومختلف الأصعدة .
ان تلك القرارات التي اصدرتها اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام بخصوص ازاحة صالح من رئاسة حزب المؤتمر وبقية القيادات المؤتمرية التي وقفت مع الانقلاب الحوثي وساهمت في تسليم اليمن لايران ، تعتبر تلك القرارات قرارات موفقة ، وخطوة ايجابية ، تتعاطى مع متطلبات المرحلة ، وتلبي مفترضات الواقع ، وتؤدي واجبات الموقف ، فهي قرارات ايجابية تجاه الوطن بشكل عام وتجاه المؤتمر بشكل خاص .
عندما ننظر من منظور وطني من خلال ايماننا ان الوطن هو اليمن وليس عفاش او غيره ، سنجد ان تلك القرارات تنبع من الهوية الوطنية وتخدم المصلحة الوطنية ، وتنقذ الشارع اليمني وتمارس الولاء الوطني ، فهي قرارات ناتجة من حب اليمن وتم اتخاذها من اجل اليمن ، وهي ايضاً تجمع بين الهوية الوطنية اليمنية والهوية القومية العربية .
عندما ننظر من منظور حزبي ناتج عن ادراكنا ان حزب المؤتمر هو الفكر والاهداف وليس الفرد والعلاقات ، سنجد ان تلك القرارات نابعة من صميم فكر المؤتمر واهدافه والميثاق الوطني للحزب ، بل انها تعزز الموقف الايجابي للمؤتمر تجاه الوطن وتجاه الشعب ، كما انها ايضاً تصب في صالح الحزب وصالح اعضاءه فهي بمعنى شامل عمل ايجابي تجاه المؤتمر واعضاءه .
من خلال المقارنة بين القيادات المؤتمرية التي تقف مع المقاومة ، والتي تقف مع الانقلاب الحوثي ، سنجد ان قيادات المؤتمر التي في الرياض ارجح كفة واثقل ميزانا من القيادات المؤتمرية التي في صنعاء ، ومن خلال النظر إلى المواقع التنظيمية في قيادة المؤتمر سنجد ان الرجل الاول هو علي عبدالله صالح الذي تقلد رئاسة الحزب ، والرجل الثاني هو الدكتور عبدالكريم الارياني الذي تقلد نائب رئيس الحزب ، والرجل الثالث هو عبدربه منصور هادي الذي تقلد امين عام الحزب ، والرجل الرابع هو احمد بن دغر الذي تقلد امين عام مساعد وصعد مؤخراً الى نائب رئيس الحزب ، ومن خلال ذلك سنجد ان الرجل الاول في الحزب مع الانقلاب ....
ولكن الرجل الثاني والرجل الثالث والرجل الرابع في الحزب مع المقاومة وهذا مايرجح كفة قيادة المؤتمر في الرياض على كفة قيادة المؤتمر في صنعاء ، ويعطي لقرارتها الشرعية الناتجة عن القوة التنظيمية واللائحة الداخلية والمواقع القيادية ، بل ويعطي الأحقية لاتخاذ قرارات اللجنة من خلال اجماع الرجل الثاني والثالث والرابع في الحزب ومن معهم تجاه الرجل الاول في الحزب ومن معه .
ان تلك القرارات الايجابية التي اتخذتها قيادة المؤتمر الواقفة مع المقاومة ضد قيادة المؤتمر الواقفة مع الانقلاب تعتبر قرارات تصحيحية للمؤتمر الذي أضلته العناصر الظلامية ، وعملية أنقاذ للحزب الذي سقط في جحيم القاذورات الحوثية ، وطريقة تصويب للمسار المؤتمر الذي انحرف مساره من خلال الوقوف مع العصابات الأجرامية واتخاذ سياسيات منبوذة.
ان حزب المؤتمر الشعبي العام ليس قطعة ارض مملوكة لشخص من خلال احتفاظه باوراق الملكية التي تمكنه من الاحتفاظ بها والدفاع عنها وبيعها أو تاجيرها او يهبها لمن يشاء ...
ولكن هو حزب سياسي تحكمه اهدافه وفكره وميثاقه ، ومؤسس الحزب لايعتبر مالك الحزب يفرض عليه رأيه ويستخدمها وفق مزاجه واهواءه ، فمؤسس الحزب ليس من حقه الاحتكار واستبعاد من يريد وفق رغباته ، فلن يستطيع المؤسس أن ينجح في تأسيس حزب لوحده بدون وجود مؤسسين بجانبه وهذا مايدل على احترام الشراكة في التأسيس، والقائد لايستطيع ان ينجح في القيادة لوحدة بدون وجود قادة من حوله وهذا مايدل على احترام الشراكة في القيادة ، فحزب المؤتمر سياسي وليس مركز سلطوي وهو ايضاً صاحب نظام داخلي وليس صاحب نظام استبدادي. انا كمؤتمري يفرض عليا حب المؤتمر أن أؤيد كل من يحافظ عليه ويسخره لمصلحة الوطن ، ورغم انني كنت احب رئيس المؤتمر ولكن الحوثي هو الذي جعلني أؤيد قرارات قيادة المؤتمر ضد رئيس المؤتمر ، ورغم انني كنت احب عفاش ولكن الحوثي جعلني احب هادي وأؤيد موقفه ، ورغم انني ارفض اي تدخل خارجي ولكن ايران جعلتني افضل دول التحالف العربي وأؤيد موقفها لأنقاذ اليمن. ...
وهنا اقول ان علي عبدالله صالح اخطأ خطأ فادح من خلال وقوفه مع الحوثي وعليه ان يتحمل نتيجة خطأه .