2020/02/18
ميليشيا الحوثي تحرم اليمنيين من المساعدات

في حين يوشك ملايين اليمنيين على الهلاك جوعًا، تواصل ميليشيا الحوثي (ذراع إيران في اليمن) عرقلة الجهود الإغاثية والإنسانية، وتمنع وصول المساعدات الغذائية إلى المواطنين المحتاجين إليها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ودأبت ميليشيا الحوثي على نهب المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تقدّمها المنظمات الدولية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وإخفائها في مخازن خاصة بها، ومن ثم تقوم بالمتاجرة بها في السوق السوداء لصالح المجهود الحربي.

وسبق أن اشتكت العديد من المنظمات الدولية من المضايقات والعراقيل التي تضعها ميليشيا الحوثي أمام موظفيها وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي الذي أعلن أكثر من مرّة عجزه عن إيصال المساعدات إلى مستحقّيها بسبب العراقيل الحوثية.

ويوم الخميس 6 فبراير 2020، قالت وكالة رويترز الدولية إنه سيتم تخفيض أكبر عملية مساعدات إنسانية في العالم الشهر المقبل في اليمن تحت قيادة الحوثيين؛ لأن المانحين وعمال الإغاثة يقولون إنهم لم يعد بإمكانهم ضمان وصول مساعدات الغذاء الموجهة إلى ملايين الأشخاص لمستحقيها.

ونقلت الوكالة عن مصادر من القطاع الإنساني، قولها: إن السلطات الحوثية في شمال اليمن، حيث يقيم أغلب اليمنيين المعتمدين على المساعدات، تعطّل جهود توصيل الغذاء ومساعدات أخرى إلى من يستحقونها بدرجة لم تعد محتملة.

وأضافت الوكالة الدولية نقلاً عن مسؤول بارز بالأمم المتحدة: "مناخ العمل في شمال اليمن تراجع بدرجة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية حتى إن العاملين في القطاع الإنساني لم يعد باستطاعتهم إدارة المخاطر المتعلّقة بتوصيل المساعدات بالكمّيات الراهنة".

وتابع المسؤول أن الوضع إذا لم يتحسّن فإن المانحين والعاملين في المجال الإنساني "لن يكون أمامهم خيار" سوى خفض المساعدات. وسيشمل ذلك خفض بعض المساعدات الغذائية التي يشرف عليها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والتي تطعم أكثر من 12 مليون شخص كلّ شهر.

ولم تتوقف انتهاكات الميليشيا الحوثية عند نهب المساعدات وبيعها، بل طالت المنظمات ذاتها من خلال وضع القيود والعراقيل أمام نشاطها الإنساني، والاعتداء على موظفيها، وقصف المخازن الخاصة بها، وإتلاف محتوياتها، أو اقتحام المخازن ونهبها، أو نهب شاحنات الإغاثة على مداخل المدن الخاضعة لسيطرتها.

وكانت آخر جرائم الميليشيا في هذا السياق، إقدام عناصرها على اقتحام مخزن تابع لبرنامج الأغذية العالمي في محافظة حجّة يوم الأحد 25 يناير 2020، ونهب 127.5 طنًا من المساعدات الغذائية الموجودة بداخله.

وأكّد البرنامج في بيان له إثر الحادثة، أن مجموعة مسلحة اقتحمت أحد المخازن التابعة له في محافظة حجة مساء الأحد، ونهبت 127.5 طنًا من المساعدات الغذائية، دون أن يحدد هوية هؤلاء المسلحين.. داعياً إلى السماح له بتقديم المساعدات الغذائية الضرورية إلى الأسر الأكثر احتياجًا، وفقًا للمبادئ الإنسانية الدولية.

وكان وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، قد كشف عن إقدام الميليشيا الحوثية على احتجاز ونهب نحو 440 شاحنة إغاثية منذ 23 ديسمبر 2018 وحتى ديسمبر 2019، كانت محمّلة بمساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن المنظمة في حال نجحت في إيصال المساعدات إلى مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية فإن الأخيرة هي من تقوم باختيار المستفيدين، وعادةً ما يكونون من الأسر التي تنتمي إلى سلالة الحوثي أو الأسر التي يشارك أبناؤها في القتال إلى جانبها.

وأكّدت المصادر أن الحوثيين يستغلّون حالة الجوع والفاقة لدى السكان في مناطق سيطرتهم لمقايضة المحتاجين بالدفع بأبنائهم للقتال في صفوفهم مقابل منحهم بعضاً من المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية مجاناً لمساعدتهم.

وعجزت الأمم المتحدة عن اتخاذ موقف حازم يوقف عبث الميليشيا الحوثية بالمساعدات الغذائية المخصصة للأُسر الأشد فقراً في البلاد التي تعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقارير سابقة للأمم المتحدة. فيما يرى مراقبون أن موقف الأمم المتحدة هو من يشجّع الميليشيا على ارتكاب هذه الانتهاكات واتخاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية كسلاح في حروبها التوسّعية، وتعمّدها تجويع اليمنيين بغرض إخضاعهم وتجنيدهم في صفوفها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news258011.html