احمد غالب الشعبي
ان التطورات المتسارعه التي تجري في اليمن وتحديدا الأدوار التي تتوزعها أجنحة العنف لدى القوى القديمه التي تحمل أدوات أيديولوجيه أقصائيه,والتي تملك المال والسلاح وكل صفات المراوغه, ورفض الأخر,والذي ظهرت على السطح مع أنطلاق ثورة التغيير السلميه في عام ٢٠١١.فالأحداث تتلاحق خارج سياق المنطق والحسابات المتعارف عليها مما جعلها عصيه على القراءه والفهم, نتيجة إستغلال,, هذه القوى القديمه التي كانت تربطها علاقات تحالف في إطار النظام السابق مبنيه على اساس المصالح وقسمة الموارد (الغنائم) بين أركان نظام صالح,,لثورة الشباب السلميه, في تصفية ثاراتها القديمه والجديده, ومواجهة التغيير وكبحه.
حيث بداءت فصول الشيطنه التاريخيه الذي عزم المركز حبكها, بعد أن تخلص من جميع خصومه ودخول الحوثي كشريك ثالث لنفوذي المؤتمر والأصلاح, فبدأ المركز يعد العدة للأنقلاب على مخرجات الحوار الوطني من خلال دعم ومساندة جماعة الحوثي في السيطرة الكامله على السلطه في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ .
فالواقع الذي تكشف في اليمن لم يكن وليد اللحظة بقدر ما هو مرتبط بالصراع القديم الجديد بين أركان النظام السابق, الذي أستغلت ثورة الشباب السلميه التي قامت في اليمن في عام ٢٠١١ في تصفية ثاراتها القديمه والجديده. صحيح أن الصراع على المؤسسه العسكريه والأمنيه القبليه والتجاريه بين أجنحة النظام كان قائما على قدما وساق بين أركان النظام عبر تاريخه, وكان التوافق الظاهر داخل المؤسسه العسكريه, نتاج لتوزيع الادوار والمصالح, وشراء الذمم والولاءات بلا هيمنه من اي طرف, وكان صالح نقطة التوازن وواجهه للمنظومه, وكان السماح للقوى الأسلامويه في التغلغل في بنية المؤسسه الأمنيه والعسكريه عبر رجالات القبيله الموالين لايديولوجيتها عامل مرحلي في تهدئة تناقضات المصالح. ومع قدوم الجيل الثاني من عائلة صالح وبناء تشكيلات عسكريه وأمنيه جديده بمساعدة قوى خارجيه, بدأ الصراع ينمو مع تغير تركيبة القوى داخل المؤسسه العسكريه والأمنيه,برزت ملامح الصراع لا على المصالح في بداية الامر, بل على أهداف التكوينات الجديده, حيث فسر البعض أنها تكونت لمواجهة الجناح الأصولي في منظومة الحكم, وهنا بدأ الخوف والطموح يولد صراعات غير معلنه. ومع التحولات الخارجيه وتطور الصراع الداخلي وتنامي طموحات المتصارعين, وإعادة تركيب القوى العسكريه والأمنيه, وهندستها بطريقه مغايره وجعلها مؤسسه عائليه خاصه بصالح واسرته فقط, وفك أرتباطها بالاسناد القبلي, ودعم المليشيات الدينيه,أخذ الصراع يتفجر خصوصا بعد أن بدأ غرور القوه يقود صالح للتخلص من شركائه بالتدريج.
فلم تكن الأحتجاجات الجماهيريه ألا الخلاصه التي عجلت بالأنقسام الخاص المعلن, وهذه الأحتجاجات كان مخطط لها وتم أعلان ذلك أكثر من مره من قبل حميد الاحمر, ولكنها كانت تنتظر الوقت المناسب. حتى يتمكن التيار من صنع ضربه قاضيه بلاخسائر, وما عجل في أنتفاضة التيار الديني القبلي هو ثورات الربيع العربي, وهو ما أفشل ثورة الشباب السلميه. فقد ظهر الجيش اليمني على حقيقته بأنه جيش خاص بقطبي النظام السابق , حزب الاصلاح وجناحه القبلي بقيادة علي محسن الاحمر, وحزب المؤتمر وجناحه القبلي بقيادة علي عبدالله صالح, لهذا فأن أنشقاق الجيش لم يؤد الى حماية ثورة الشباب بل حولها إلى قوه مضافه لأنجاز أنقلاب ناعم.
وهو ما دفع علي عبدالله صالح إلى التحالف مع جماعة الحوثي لأكساب حزب المؤتمر والقوات المواليه له غطاء ديني وايديولوجي طائفي, لكي يتسنا له القيام بثوره مضاده, لأعادة الحكم للوريث الشرعي قائد الحرس الجمهوري احمد علي عبدالله صالح .لقد أنهار بناء المؤسسه العسكريه التي تم تكوينها على مدى نصف قرن من قوت وعرق اليمنيين, لتكون قادره على الدفاع عن الجمهوريه, بعد أن أنقسمت طائفيا ودينيا وقبليا حسب رغبة جناحي النظام المتصارعان على كرسي الحكم. ليذهب جهد أكثر من نصف قرن من عرق اليمنيين أدراج الرياح, خصوصا بعد عاصفة الحزم التي نفذت عملية هيكلة الجيش ( تدميره) بطريقه تكنولوجيه حديثه.فقد مثلت عاصفة الحزم نقطة تحول مركزيه, في مسار الأحداث والتطورات على الساحه اليمنيه, لانها حققت التوازن في القوة بين جميع الأطراف المتصارعه على كرسي الحكم في اليمن, خصوصا بعد سيطرة المقاومه الشعبيه الجنوبية على الجنوب.وفي إعتقادي أن تغير المعادله السياسيه في اليمن, أوجد توازن حقيقي في القوة بين جميع أطراف الصراع في اليمن, يمكن من خلاله إيقاف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم ٢٢١٦ ,واجراء مصالحه وطنيه,فنموذج دولة المصالحه يبدو قريب المنال في اليمن بعد وجود حد أدنى من التوافق على شكل الدوله, وحد أدنى من الرؤيه السياسيه المدنيه ولو بشعارات دينيه, اذا ما اخذنا توازن القوه لجميع الأطراف الموجده الان على الساحه اليمنيه بعين الأعتبار ,إذا توفرت النوايا الصادقه في بناء اليمن الحديث والجديد , وتأسيس الدوله الفيدراليه المكونه من إقليمين,,الجمهوريه اليمنيه الحديثه,, برعاية إقليميه ودوليه, فقوى النفوذ الممثله,,بحزب الأصلاح بقيادة علي محسن الاحمر,, و,,حزب المؤتمر بقيادة علي عبدالله صالح,, و,,جماعة الحوثي,, هم وقود الأزمة ومفتاح الحل السياسي في اليمن