2019/12/02
"معهد دولي" يكشف تفاصيل التمويل والتسليح والتدريب الإيراني لمليشيات الحوثي

كشف "المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب" أن الحرس الثوري الإيراني قام بتدريب وكلائه وعملائه في المنطقة وإلحاق الأذى بخصوم إيران بالرغم من تجنب إيران رسمياً المشاركة النشطة في القتال في مختلف المجالات التي تنشط فيها.

 

وذكر المعهد أنه من أجل توسيع وتعزيز وجودها على أرض الواقع، استخدم الحرس الثوري الإيراني الوحدة 3800 التابعة لحزب الله، والتي عُهد إليها بتقديم المشورة والتدريب لكيانات خارج الساحة اللبنانية.

 

وأشار إلى أدلة أولية أثبتت تورط حزب الله في تدريب الحوثي عندما تم القبض على مجموعة من الناشطين في منتصف عام 2014.

 

وقال في تقريره المطول "جاءت معظم المعلومات ذات الصلة حول هذه المشاركة من المنشقين الحوثيين وأسرى الحرب"، ووصف أحد هؤلاء الأسرى بتفصيل دقيق كيف تم تدريبه من قبل أفراد الحرس الثوري وحزب الله على تشغيل الصواريخ الباليستية وتم تدريبه النظري في صنعاء، بينما تم التدريب العملي في الميادين.

 

وكشف المعهد تفاصيل التمويل والتسليح والتدريب الإيراني لمليشيا الحوثيين ومن بينها التالي:

 

*التمويل

 

قامت إيران بتمويل الحوثيين حتى قبل سقوط النظام القانوني اليمني في عام 2014. وتم تسليم معظم التمويل، الذي يتراوح بين 10 و25 مليون دولار، بموافقة السفارة الإيرانية في صنعاء، في شكل دعم للفعاليات الثقافية والدينية. ويعكس هذا التمويل أحد أعمدة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية - وهو الدعم الثقافي والديني للشيعة في جميع أنحاء العالم.

 

وبعد سقوط النظام القانوني اليمني وبدء الأعمال العدائية، واصلت إيران ضخ مبالغ كبيرة من الأموال عبر مطار صنعاء الدولي حتى أغلقته قوات التحالف في عام 2015.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الحصار الذي فرض على البحرية اليمنية، استمرت الموانئ وخاصة ميناء الحديدة باستقبال شحنات إيرانية على شكل أموال وأسلحة.

 

تجدر الإشارة أيضا إلى أنه في شهر يناير الماضي، توصل تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن إلى أنه تم التبرع بالوقود المحمّل من الموانئ الإيرانية بموجب وثائق مزورة للأفراد المدرجين في القائمة في اليمن من قبل الشركات التي تعمل كشركات واجهة من أجل تجنب اكتشافها من قبل مفتشي الأمم المتحدة. وتم بيع الوقود واستخدمت أرباحه لتمويل المجهود الحربي للحوثيين. كما تتبع الفريق تزويد إيران الحوثيين بالطائرات بدون طيار وآلة خلط لوقود الصواريخ.

 

كما أُفيد بأن القيادي في الحراك الجنوبي، فادي باعوم، تلقى تمويلا إيرانيا. وهذا ليس مستبعداً كون الحراك الجنوبي تربطه علاقة جيدة بالحوثيين.

 

*التسليح

 

شملت المساعدات الإيرانية على تلك الجبهة تزويد مختلف الأسلحة من ناحية وتحسين وتطوير الأسلحة من ناحية أخرى. على الرغم من الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، فقد حاولت إيران باستمرار تسليح الحوثيين.

 

وبين أبريل 2015 وتشرين الأول/ أكتوبر 2016، احتجزت البحرية الأمريكية -بصفتها عضوا في فرقة عمل دولية تشكلت لمحاربة القرصنة ومنع انتهاك الحظر الدولي على تشغيل الأسلحة- خمس سفن في طريقها من إيران إلى قوات الحوثيين تحوي مجموعة واسعة من الأسلحة، مثل بنادق هجومية AK-47، وصواريخ مضادة للدبابات والألغام المضادة للدبابات.

 

كما وجد تحليل أجرته منظمة "أبحاث التسلح" أن الأرقام المتسلسلة للبنادق الهجومية AK-47 كانت متتالية، مما يدل على حقيقة أنها جاءت من الشركات المملوكة للحكومة وليس من تجار الأسلحة. علاوة على ذلك، فإن رقما مسلسلا على صاروخ "كورنيت" تم ضبطه في اليمن ينتمي إلى نفس مجموعة الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في إحدى السفن المذكورة أعلاه.

 

استمرت الشحنات الإضافية في التدفق إلى الحوثيين، واستولت البحرية الأمريكية على شحنة ايرانية في نهاية أغسطس 2018 شملت أكثر من ألف بندقية هجومية. واعترضت القوات البحرية الأسترالية والفرنسية في عام 2016 في البحر الأحمر شحنات اسلحة إيرانية، بما في ذلك ما يقرب من 2000 بندقية هجومية من طراز AK-47 و100 "ار بي جي" على مركب شراعي واحد، وعدد مماثل من طراز AK47 وتسعة صواريخ مضادة للدبابات على متن قارب مختلف.

 

وبسبب جهود قوات التحالف والقوات البحرية الغربية المكثفة لمنع شحنات الأسلحة من إيران إلى اليمن، بدأ الحرس الثوري الإسلامي في تغيير مساراته وطرق التهريب. ففي بداية أغسطس 2017، أفادت مصادر المخابرات بأن الشحنات المتجهة القادمة من إيران رست قبالة سواحل الكويت وأن شحنتهم كانت تُنقل على سفن أصغر متجهة إلى اليمن.

بالإضافة إلى ذلك، نشرت المصادر السعودية الرسمية خلال شهر أغسطس من عام 2018 العديد من مقاطع الفيديو أظهرت أن أفراد الحرس الثوري وحزب الله يقدمون تدريبا للحوثيين. علاوة على ذلك، تؤكد التقارير الاستخبارية أن الحوثيين أرسلوا أعضاء مصابين للعلاج عبر عمان، لكنهم عادوا بعد ذلك كخبراء في تكنولوجيا الأسلحة الإيرانية، مما زاد من تورط إيران في توفير التدريب السري للأسلحة إلى الحوثيين.

 

ومن الأدلة الإضافية التي تشهد على أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن، قدر بحث مستقل نُشر في يونيو 2017 عدد القتلى والجرحى الذين أصيبوا في كلا المنظمتين من عام 2015 حتى منتصف عام 2017. ويُظهر البحث أنه خلال هذه الفترة، قُتل أو ألقي القبض على 44 عسكريا من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، على أيدي قوات التحالف أثناء تدريب الحوثيين أو قيادتهم المعركة.

 

وفي فبراير 2018، أفادت مصادر التحالف أن أحد كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني الذي أشرف على تصميم وتنفيذ أنظمة الصواريخ الباليستية لقوات الحوثيين قتل في إحدى الغارات الجوية في محافظة صعدة.

 

وفي سبتمبر 2018، أفيد أن ثمانية مقاتلين من حزب الله كانوا من بين 41 مقاتلاً قتلوا في غارة جوية في نفس المحافظة. وفي نفس الشهر، قُتل اثنان من عناصر حزب الله، في غارة جوية على مركز العمليات الحوثية في محافظة مأرب.

 

في الآونة الأخيرة، مع توسيع التحالف عملياته، تم تقديم تقارير عديدة تشير إلى مقتل عناصر بارزة من حزب الله خلال غارات جوية على مراكز العمليات الحوثية. وبالمثل، قبل إجراء محادثات السلام في السويد في ديسمبر 2018، أصر الحوثي على نقل خمسين مصابًا وعدد مماثل من الحراس الشخصيين، من بينهم عناصر من الحرس الثوري وحزب الله، للعلاج الطبي خارج اليمن.

 

إن عدد ضحايا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن بالإضافة إلى انتمائهم لمختلف المهام القتالية دليل على تورطهم في الأعمال العدائية، لا سيما في القدرات الاستشارية والتدريب. تتخذ إيران، عبر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، خطوات كبيرة لممارسة النفوذ وتغيير النتيجة في ساحة المعركة، وغالبا ما يكون ذلك مقابل تخويف نشطائها وكشف مشاركتها وعملياتها.

 

يختتم المعهد الدولي تقريره بالقول: تتجلى مشاركة إيران وعملائها في الحرب في اليمن بشكل أساسي في تقديم المشورة والتدريب، وتوريد الذخائر والقدرات لتطوير وتصنيع أنظمة الأسلحة الخاصة بها، والتمويل من خلال التبرعات بالوقود من الشركات الإيرانية، والدعم الدبلوماسي والاعتراف واستخدام الحوثيين كغطاء لشن هجماتهم الخاصة من الأراضي الإيرانية.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news253362.html