لا يعرف الكثيرون أن الإبل التي اشتهرت بعبور المسافة الطويلة في الصحارى، تمتلك الصبر والجلد ذاته للسباحة في البحر، خاصة إذا كانت الرحلة بهدف الوصول إلى أكلها المفضل، وهو ما يحدث في السعودية على سواحل البحر الأحمر.

ونشر نادي الإبل الحكومي في السعودية، مقطع فيديو يوثق إحدى رحلات الإبل نحو أشجار ”المانجروف“ التي يتطلب الوصول إلى أوراقها اللذيذة بالنسبة للإبل، عبور شواطئ البحر الأحمر في منطقة عسير بجنوب غرب البلاد.

ويظهر في الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا من الجو، قطيع كبير من الإبل يسير بين أشجار كثيفة على الشاطئ قبل أن ينزل للمياه ويبدأ السباحة للوصول إلى منطقة نبتت فيها أشجار ”المانجروف“.

ويقول المشرفون على النادي إن رحلة الإبل البحرية غير المتوقعة لدى الكثيرين، تتكرر كل عام، وإن لدى سفينة الصحراء قدرة على السباحة حتى مسافة ثلاثة كيلومترات.

ونشر وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان آل سعود، الفيديو على حسابه في ”تويتر“، وكتب معلقًا: ”من بلادي إبل وبحر“.

وتعد الإبل من الحيوانات الأكثر مكانة لدى السعوديين، إذ تشكل رابطًا قويًا مع ماضي البلاد الذي تلاشت مظاهره أمام مظاهر الحياة الحديثة.

ويفوق عدد الإبل في المملكة مليون رأس، ويبلغ سعر البعض منها ملايين الريالات، خصوصًا إذا امتلكت بعض المواصفات الجمالية في الرأس والعيون والشفاه، حيث تنافس في مسابقات المزايين.

وأنشأت السعودية نادي الإبل في العام 2017، وأطلقت في العام نفسه أول نسخة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بشكل رسمي، وفق قواعد وأنظمة تراعي الجوانب الصحية والأمنية والثقافية بعد أكثر من 15 عامًا على انطلاق المسابقة التي تفوق جوائزها الـ 100 مليون ريال.

و“المانجروف“ أو ”الشورى“ كما يسميه البعض، شجر معمر دائم الخضرة ينمو في المستنقعات ذات المياه المالحة والحلوة، كما ينمو كذلك قرب شواطئ البحار.