2019/08/20
هل هذه عدن التي نعرفها؟

قال الإعلامي الساخر محمد الربع، في أحد منشوراته تعليقا على ما يحدث في العاصمة المؤقتة بعد الانقلاب الحادث فيها، وهويتضامن مع أحد الصحفيين في عدن..

أحد الصحفيين من أبناء عدن، كتب أنه مجبر لمغادرة عدن وتركها بعد صدور أوامر بالقبض عليه من قوات عيدروس الزبيدي.
الطبيعي أن شخص بهذا الحال، يجب ان تتضامن معه حتى ولو اختلفت مع بعض أرائه.

ولكن المصيبة والصدمة في كمية التعليقات عليه من أنصار المليشيا اللي صارت تحكم عدن من السب والشتم والتهديد والوعيد والالفاظ التي لا تتخيل معها أن قائلها أنسان سوي.
كمية توحش وتنمر مفزعة.. الذي يقول "مافي شي عندنا اسمه عبر عن رأيك عندنا مافي إلا قراح رؤوس" وأخر يقول "اخرج والله لو احصلك بربطك خلف السيارة واسحبك في شوارع عدن" .. والذي يقول "لاتخلوه يخرج صفوه بايخرج ينتقدكم .

دخلت أعلق أنا كما دخل الكثير وكتبت تعليق صغير "تضامننا معك" صعقت من حجم البذاءة والسوقية والابتذال في ردودهم مع أنه تعليق عادي. 
يخيل لك أن هولاء مجتمع أخر ليسوا أناس طبيعيين ، كائنات افرغت عقولها من كل شي إلا من نفايات وقاذورات الألفاظ ، نقاشهم محصور في الأعراض ولا علاقة لهم بنقاش الأفكار.
لا تعلم هل هي أسماء ومعرفات وهمية أم أنهم بالفعل بهذه التركيبة والأخلاق وتلك هي البيئة اللي تربوا فيها.
أنا من أكثر الأشخاص انتقاداً للحوثيين لعدة سنوات، بس للأمانه لاتصل ردودهم والفاظهم مع من يخالفهم لمستوى هولاء ، حتى "داعش" أو أي جماعات إرهابية أخرى، اعتقد انها أكثر ترفعاً منهم في الفاظها مع من يخالفوهم.

حزننا على عدن وأهلها .. أما نحن لسنا من سكان هذه المدينة، ولا نفكر حتى بزيارتها وليس لنا أي مصلحة فيها. 
وهولاء الموتورون أفعالاً وخلقاَ، لايجمعنا بهم إلا واقع افتراضي في الفيسبوك أو تويتر وبكل سهولة تغلق بالوعة بذائتهم بالحظر، وتحافظ على نظافه نظرك من الفاظهم. 
ولكن الحزن على من صاروا تحت حكمهم، وتحت رحمة سلاحهم ومن سُلم مصيرهم لهولاء.
سلامٌ على عدن.. الطيب والبخور والفل والفن وأهل عدن الذين عرفنا الكثير منهم واحببناهم، واعانهم الله على ماهم مقدمون عليه.
" وإذا اصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً "..

محمد الربع..

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news247684.html