محمد عبدالله القادري
♦ المقاومة الشعبية في محافظة إب هي المقاومة التي صعدت سريعاً وسقطت سريعاً، وتقدمت سريعاً وتراجعت سريعاً، وأنتصرت سريعاً وخسرت سريعاً، وهذا ماجعلها تختلف عن المقاومة في بقية محافظات الجمهورية وولد لها طابع خاص وذلك الطابع يحتاج اليوم إلى رؤية خاصة ومختلفة بأعتبار مقاومة إب مقاومة من نوع آخر تتطلب تخطيط وتكتيك مختلف يتناسب مع طبيعة مسارها .
♦ هناك أسباب أدت إلى التقدم السريع لمقاومة إب وهناك أسباب أيضاً أدت إلى تراجعها سريعاً، ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى التقدم السريع هي إسلوب المباغتة الذي كان خارج توقعات العدو مما أربك حساباته ، وأيضاً طبيعة محافظة إب الجبلية التي سهلت عملية الهجوم في بعض أجزاء المحافظة ، وأما الأسباب التي أدت إلى تراجع المقاومة فهي كثيرة وسنذكر بعضاً منها بهدف أن تتنبه قيادة المقاومة لذلك من أجل عدم تكرار الأخطاء السابقة والإستفادة من التجربة الماضية.
♦ مقاومة إب التي أستعادت عشر مديريات خلال يومين أي بمايعادل نسبة ٦٠٪ من مساحة المحافظة ولكنها تراجعت وسلمت كل تلك المديريات التي سيطرت عليها ولم تحتفظ بمديرية واحدة وهذا مايجعلنا نقول أن تلك المقاومة غابت تماماً وكادت أن تنسى وهذا أمر غير مقبول بتاتاً حيث كان من المفروض الإستمرارية البسيطة لتلك المقاومة فالمقاومة القليلة الدائمة خير من المقاومة الكثيرة المنقطعة، وأيضاً الإستمرارية التي تثبت الوجود مهمة ولها إيجابيات كثيرة وكان المفروض على مقاومة أن لاتحقق تقدم سريع فالتقدم البطئ افضل من حيث تمكين الصلابة وخطو الخطوات القوية ذات المشي السليم، فالتقدم البطئ بصعوبة يجعل التراجع إلى الخلف صعب جداً.
♦ عندما نقارن بين وضع مقاومة إب في فترة ماقبل أن تحقق ذلك التقدم الذي سيطرت فيه على عشر مديريات، وبين الفترة الحالية بعد تراجع المقاومة، سنجد أن مقاومة إب قد عادت إلى أسوء ماكانت عليه ، إذ كانت من قبل تنفذ العمليات النوعية المختلفة التي تستهدف ميليشيات الحوثي وسلاحه وتعزيزاته، وأما اليوم فعمليات المقاومة النوعية أصبحت غائبة تماماً أو شبه موجودة من حيث تنفيذها نادراً.
♦ هناك جانب إيجابي وجانب سلبي لمقاومة إب من خلال تقدمها سريعاً وتراجعها سريعاً في الوقت السابق، فالجانب الإيجابي يتمثل في حصول المقاومة على دورة ميدانية وتجربة عملية ونظرة إستطلاعية قياسية حصلت عليها من الواقع ممايجعلها تعرف متطلبات المعركة ومقومات النصر في المواجهة لتعود بالصورة المطلوبة. وأما الجانب السلبي : فيتمثل من خلال غياب الرؤية العميقة والإدراك المطلوب والإعداد المناسب ، فخوض المقاومة لمعركة تقدمت فيها سريعاً وخسرت فيها سريعاً يدل على إنتهاج أسلوب المغامرة ، وعندما تقدم المقاومة على معركة تخسر فيها بسرعة فهذا دليل أن المقاومة قدمت نفسها للإنتحار وهي بمثابة الذين يقتلون أنفسهم بأيديهم .
♦ من ضمن الأسباب التي أدت إلى تراجع مقاومة إب في الفترة السابقة هي عدم وجود الدعم اللازم والأسلحة المتكافئة مع أسلحة العدو، وهنا يتطلب على المقاومة أن تعود ولديها السلاح المكافأ لسلاح العدو، من حيث إمتلاكها للدبابة لمواجهة الدبابة والمدفع لمواجهة المدفع وكل الإسلحة النوعية التي ترد بها على العدو ويؤهلها لمقاومته بقوة .
♦ من أسباب تراجع مقاومة إب هي عدم الخطة المتقنة التي تسهل عملية السيطرة على مركز المحافظة ويطول ويقوي عملية التقدم من المديريات، فكان المفروض أن تنطلق المقاومة من داخل مدينة إب وشوارعها وحاراتها في الوقت نفسه التي أنطلقت فيه المقاومة في المديريات، فهذا مايربك العدو أكثر ويجعله ملخبطاً من حيث تشتيت الجهد والتركيز بين المواجهة وسط المدينة وبين ماحولها، فعملية السيطرة على مدينة إب لاتأتي بصورة سهله من خلال الزحف عليها من خارجها ، ولكن من خلال التسلل إلى داخلها الذي يسهل الزحف الذي يأتي من حولها ، وهنا يتطلب على المقاومة أن تعود ولكن بطريقة غير طريقتها السابقة .
♦ الخيانة هي أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع المقاومة في محافظة ، وهنا تكون المقاومة قد تعلمت درساً كافياً واتضح لها الغث من السمين، ويجب عليها أن تركز لهذا الأمر جيداً ولاتكرر الأخطاء فالخيانة التي حصلت للمقاومة من خلال بعض العناصر والشخصيات هي التي قدمت أكبر عامل نصر للحوثي وحققت أكبر عامل خسارة للمقاومة ، فالخيانة طعنت المقاومة من الخلف ، وتلك الطعنة هي من أسقطت المقاومة وتغلب عليها عدوها من الأمام .
♦ إفتقاد توازن القوة في كل جهات الجبهة الواحدة هو أحد أسباب التي أدت إلى تراجع مقاومة إب ، ومن أمثلة ذلك جبهة بعدان التي عجز الحوثي أن يتقدم من اتجاه مدينة إب ولكن أستطاع أن يتقدم من إتجاه مديرية المخادر، ورغم أن هناك أسباب كثيرة لذلك التقدم ولكن أهمها هو عدم توازن القوة وتكافأها لتلك الجبهة من جميع الإتجاهات، وهذا مايجعل على مقاومة إب أن تعود متوازنه توازن يكفل الصمود ويحافظ من التراجع والإختراق .
♦ أيضاً من ضمن تلك الأسباب التي أدت إلى تراجع مقاومة إب هو عدم الجانب العسكري الوطني الذي يقف في مواجهة الجانب العسكري الإنقلابي كالحرس الجمهوري التابع للحوثي والذي كان عامل انتصار الحوثيون على مقاومة إب، وهذا مايتطلب على المقاومة أن تعود ولديها الجانب العسكري من الجيش الوطني الذي يخوض المعركة وبجانبه الجانب الشعبي ، ويتطلب وجود الجانب العسكري للمقاومة في خمسة ميادين الأول في منطقة يريم لقطع الإمدادات الحوثية وحماية الضغط المتجه نحو مدينة إب ، والثاني في منطقة القفر يقطع الإمداد والتعزيز ويحمي التوجه الذي يتجه نحو مركز المحافظة ، والثالث في منطقة العدين يشكل درعاً يحمي المقاومة من الخلف ويساعد في التقدم نحو مدينة إب ، والرابع يأتي من اتجاه بعدان والسبره يشكل ضغط ويشن الهجوم ويزحف نحو إب ، والخامس داخل مركز المحافظة نفسها يخوض المواجهات ويقاتل الجماعة الحوثية ويقارعها في موقع تمركزها ...... وبهذا ستكون إنتصار مقاومة إب بصورة سهلة .
♦ أيضاً لاننسى أن أنتصار مقاومة تعز سيكون عامل لتحقيق إنتصار مقاومة إب من حيث الزحف القادم من إتجاه تعز ، ولكن يجب أن لاننسى أن هناك أربعة عشر لواءً عسكري تتبع الحوثي وتقاتل معه في تعز ، وفي حالة هزيمة الحوثي في تعز فإن تلك الألوية العسكرية ستنسحب إلى محافظة إب ، وهذا مايجب أن نضعه في الحسبان .
♦ تعتبر مقاومة إب غنية برموزها الأبطال الذين ظهروا في الوقت الذي أصبح الكثير عبيد مستخدمون تابعون للحوثي ، ومن ضمن أولئك الرموز الذين يشرفون إب هم قيادة المقاومة فيها وعلى رأسهم ( حالمي العود ) و(وائلي العدين ) فحالمي العود أستطاع أن يحفظ جزء من المحافظة تحت سيطرة المقاومة وحرم على العود دخول الحوثيين ، ووائلي العدين خاض أعنف مواجهة وأقوى معركة، فمعركة العدين تعتبر الأقوى المعارك التي واجهت الحوثي من كل الإتجاهات وليس لديها مايحميها من الخلف كجبهة الرضمة وبعدان التي تحميها الضالع من الخلف .... فالعميد عبدالوهاب الوائلي هو أسطورة صمود المقاومة في إب الذي خاض أعنف المواجهات وقدم أغلى التضحيات ولم ينكسر أو يلين رغم تفجير الحوثيون لمنزله وقتلهم لفلذة كبده وشقيقه.
♦ مقاومة إب ستعود وستنتصر وهناك رجال مخلصين ورموز من أبناء المحافظة سيقودون معركة الإنتصار وإنهم لأسود عرين وأبطال نضال ورجال مواقف ، فمقاومة إب ستعود وستنتصر إب وسيطرد منها الحوثي وحثالته ويهزمون شر هزيمة ، وسيكون المجد والفخر والاعتزاز للمقاومة والشرف العظيم للمقاومين البواسل.
♦ هذا مجرد رأي وقيادة المقاومة أدرى بالمقاومة ، وقد يكون هناك كلام لم يتطلب أن نقوله ، ولكن إفتقادنا للتوجيه والتواصل جعلنا نبعث رسائلنا عبر المقالات ♦