حذر مسؤولون في الحكومة ، من كارثة صحية وبيئية، في حال استمرار التدفق الكبير للاجئين القادمين من القرن الأفريقي، داعين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى احتواء أزمة التدفق الهائل إلى البلد .
وقالت مديرة المركز الوطني للتدريب والبحث العلمي بوزارة الصحة ريام البكري إن استمرار تدفق اللاجئين من منطقة القرن الإفريقي إلى محافظة عدن وبعض المحافظات القريبة منها سيؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض بشكل كبير، كون بعضهم يحمل أمراضاً خطيرة كحمى الضنك.
وبلغ عدد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا اليمن بطرق غير شرعية خلال الثلاثة الأشهر الأولى من عام 2019، أكثر من 37 ألفاً وفقاً لإحصائيات المنظمة الدولية للهجرة.
ونقلت وكالة الأناضول عن البكري أنه تم خلال الأسبوع الجاري، نقل أكثر من 3 آلاف مهاجر إثيوبي إلى ملعب المنصورة في عدن بصورة مؤقتة، وغالبيتهم يعانون من أوضاع صحية وإنسانية معقدة.
وأكدت أن بقاء هؤلاء المهاجرين وسط مدينة مأهولة بالسكان وبالقرب من المدارس "ينذر بحدوث كارثة ما لم تسارع الجهات المختصة في وضع حد لمشاكلهم"، ووقف تدفق الهجرة اللافت خلال الأيام الماضية.
ودعت المسؤولة الصحية، الحكومة والمنظمات الدولية المعنية إلى سرعة إيجاد أماكن إيواء مناسبة للمهاجرين، والعمل على إعادتهم إلى بلدانهم في أقرب وقت.
من جهته دعا وزير الإدارة المحلية في الحكومة رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عدن جاكلين بريفلين إلى عمل الترتيبات اللازمة لاحتواء اللاجئين القادمين إلى اليمن والمتواجدين في عدد من المحافظات وتجهيز مخيمات الإيواء المخصصة لهم وتوفير الرعاية المطلوبة لهم وتزويدهم بالاحتياجات الاغاثية والإنسانية والطبية.
وأشار فتح، إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بمساندة الحكومة لاحتواء أزمة تدفق اللاجئين القادمين من القرن الأفريقي، وتكثيف البرامج الكفيلة بتقليص نسبة التدفق .
ودعا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى بحث الترتيبات الكفيلة بإعادة اللاجئين إلى أماكن نزوحهم بما يتوافق مع قوانين الأمم المتحدة والاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الدول في هذا الإطار.
وقال الوزير إن حكومة بلاده ومنذ القدم تتعامل مع المهاجرين واللاجئين بامتيازات المواطن اليمني، مضيفاً أن "الظرف الذي يمر به اليمن حالياً يتطلب تدخل المجتمع الدولي في مساندة الحكومة في هذا المجال".
وكان رئيس مصلحة خفر السواحل التابع للحكومة اللواء الركن خالد القملي، قال إن "ظاهرة الهجرة غير الشرعية من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية أصبحت مصدر قلق يهدد الأمن القومي للجمهورية اليمنية، خصوصا بعد وصول أعداد هائلة".
وتحدث في تصريح صحفي عن"مخاطر استغلال المهاجرين غير الشرعيين في عمليات تهريب المخدرات والسلاح من القرن الأفريقي إلى دول الجوار وبعض الدول الأوروبية".
واشار إلى أن جماعة الحوثيين "تستغل المهاجرين في شق الطرقات وبناء الحواجز والقتال في الجبهات".