محمد عبدالله القادري
?المجال الحادي والعشرون ( الأصدقاء والرفاق ) وفي هذا المجال سنجد أن الخسارة تتمثل في قسمين الأول خسارته لأصدقاءه ورفاقه الذين أختلف معهم ، وتحقيق الخسارة لأصدقاءه ورفاقه الذين لازالوا معه حتى اللحظة ، فغلطة صالح الحوثية جعلته يخسر رفاق دربه الذين وقفوا معه وصمدوا ومن أمثلة أولئك الرفاق الرئيس هادي والارياني وبن دغر وغيرهم ، وايضاً تحقيق الخسارة لأصدقاءه ورفاقه الذين لازالوا معه من حيث تعريضهم للخطر وقصف منازلهم والتضحية بحياتهم .
? المجال الثاني والعشرون ( الإنتصارات السابقة ): كل الإنتصارات التي حققها علي عبدالله صالح في عهده قد قضى عليها اليوم من خلال وقوفه مع الحوثي ، فالإنتصارات التي حققها في أيام الجبهات والتخريب في المناطق الوسطى في الثمانينات قد قضى عليها اليوم من خلال وقوفه اليوم مع الجبهات الحوثية ليتضح أن الذي كان يحارب الجبهات في الأمس قد وقف معها اليوم ، وأيضاً إفشال إنقلاب الناصريون ضد حكمه الذي كان يعتبراً إنتصاراً لصالح قد قضى عليه اليوم من خلال الوقوف مع الإنقلاب الحوثي ، وأيضاً الانتصار الذي حققه في عام ٩٤ ضد قوى الردة والإنفصال قد قضى عليه من خلال الوقوف مع الحوثي المتمرد الإنفصالي ليتضح أن الذي يدافع عن الشرعية ويحارب المتمردين في عام ٩٤ هو الذي يحارب الشرعية ويدافع عن المتمردين اليوم ... وهنا نكتشف أن غلطة صالح الحوثية تعتبر هزيمة قضت على كل إنتصاراته السابقة .
? المجال الثالث والعشرون ( الحكمة اليمانية ) : الحكمة اليمانية لا تتوافق مع الدموية الإيرانية ، فلو نظرنا عبر التأريخ لو وجدنا أن الحكمة اليمانية تتوافق و تتلاثم مع أرض الحرمين الشريفين منذ أن قال النبي عليه الصلاة والسلام ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وهنا يتضح أن غلطة صالح الحوثية قضت على كل أثار التحلي بالحكمة وحولته من شخص حكيم إلى شخص عديم .
? المجال الرابع والعشرون (الدهاء والذكاء) : كان صالح معروف بالدهاء والذكاء وهذا ماجعله سابقاً محظوظاً ومعارضيه منحوسون، ولكن غلطة صالح الحوثية قضت على دهاءه وذكاءه وجعلته منحوساً ومعارضيه محظوظون ، فصالح الذي ركب الاشتراكيون (موتور) وركب الإصلاحيون واللقاء المشترك ( موتور) قد زاد عليه الحوثي وخدعه وركبه ( موتور ) ، وكما هو معروف أن صالح كان يجيد الرقص على رؤوس الثعابين ولكنه في النهاية لدغه الثعبان الحوثي ليقضي على دهاءه وذكاءه وينطبق فيه المثل السائد (نهاية المحنش للحنش ).
? المجال الخامس والعشرون ( النضال ) : الوقوف مع الإنقلابات والتمرد لايعتبر نضالاً ، فإذا كان صالح ناضل من أجل اليمن وناضل من أجل الوحدة وناضل من أجل الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وغير ذلك إلا إن وقوف صالح مع الحوثي قد قضت على كل ادواره النضالية ليظهر صالح أخيراً إنقلابياً متمرداً وليس مناضلاً غيوراً.
? المجال السادس والعشرون ( الشأن الداخلي ) : وتتمثل خسارة صالح من ارتكابه للغلطة الحوثية على مستوى الشأن الداخلي الذي كان يقف مع صالح من إطياف وهيئات متعددة ، فقد خسر الكثير من المؤتمريين والسلفيين والمستقلين والكثير من الشخصيات المثقفة والعقليات المفكرة والرموز السياسية والمنظمات المدنية والعامة وأصحاب الفطرة والذي لم يجعلهم يقفون ضد صالح إلا عندما وقف مع الجماعة الحوثية.
? المجال السابع والعشرون (الشأن العربي ) : الدول العربية الشقيقة التي وقفت مع صالح خلال موجة الربيع العربي قد وقفت ضده مؤخراً عندما حدث الإنقلاب الحوثي ، فخسارة صالح من خلال ارتكابه للغلطة الحوثية تتمثل في خسارة الجامعة العربية وأغلب علاقاته مع الأنظمة العربية وتلك الخسارة لايمكن أن تعوضها سوريا وحزب الله في لبنان ، فخسارة صالح على مستوى الشأن العربي تتمثل في خسارة الخليج ومصر وكل دول التحالف العربي وليس من المقبول أن يكون موقف صالح مقبولاً اليوم من خلال عداوته للدول العربية التي كانت موالياً في عهد حكمه وأصبح معادياً لها اليوم بعد أن ترك السلطة ؟
? المجال الثامن والعشرون (الشأن الأممي والعالمي): وتتمثل خسارة صالح من خلال ارتكابه للغلطة الحوثية على مستوى الشأن العالمي والأممي في خسارته لمجلس الأمن الدولي وموقف الأمم المتحدة والكثير من الخسارة المتمثلة في العلاقات على المستوى الإقليمي والدولي في الجانب الأوروبي والأمريكي والأفريقي وغيرها .... وتلك الخسارة لايمكن أن تعوضها إيران وروسيا لأسباب عديدة .
? المجال التاسع والعشرون (الثروة ) : اذا كان تنازل علي عبدالله صالح عن السلطة بعد موجة الربيع العربي وأزمته التي أندلعت في اليمن عام ٢٠١١، إذا كان تنازله من أجل الحفاظ على ثروته فإن غلطته الحوثية ستقضي على تلك الثروة ، وكماهو معروف أن صالح ليس فقيراً ، فهو يمتلك ثروة كبيرة ، وإن كان صالح كماقال بأن تروته هي الجمهورية والوحدة والديمقراطية وغيرها فإن غلطته الحوثية قد قضت على تلك الثروة التي يدعيها ، وأيضاً غلطته الحوثية قد قضت على ثروته المالية والمادية من حيث الإستثمار والتجميد والعقوبات .
? المجال الثلاثون (المواقف): اذا كان لصالح مواقف مشرفه فإن موقفه مع يعتبر موقف غير مشرف ، وإذا كان لصالح مواقف شجاعة فإن وقوفه مع الحوثي يعتبر موقف جبان غير شجاع ، وهنا يتضح أن غلطة صالح الحوثية المتمثله في موقغه مع الحوثي جعلته يسجل موقفاً سلبياً يقضي به على كل المواقف الإيجابية.
? المجال الحادي والثلاثون (المستقبل ) : إذ يعتبر علي عبدالله صالح قد قضى على مستقبله السياسي والإجتماعي من خلال وقوفه مع الحوثي ، وأيضاً قد شارك في القضاء على مستقبل وطن ومستقبل جيل الذي قد يحتاج مستقبله للعديد من السنوات لإصلاح كل مالحق باليمن جراء الإنقلاب الحوثي الذي قضى على كل شئ جميل في هذا الوطن الغالي .
? المجال الثاني والثلاثون (الحياة ): الذين يقدرون مصالح أوطانهم يظلون أحياء حتى بعد مماتهم، ولكن الذين لايقدرون مصلحة أوطانهم يظلون أمواتاً حتى لوكانوا أحياءً ، وغلطة صالح الحوثية جعلته ميت بلا وطنية تجعله يفيد الوطن ويقدر مصالحه ويحافظ على مكتسباته ، فوقوف صالح مع الحوثي جعله ميت وهو حي وسيجعله ميت وهو ميت إذ ليس هناك مايحييه من ذكر جميل وثناء حسن بعد موته.
? المجال الثالث والثلاثون (الخاتمة): دائماً تكون بالعبرة بالنهاية وليس بالبداية والأعمال تقاس بالخواتم ، وغلطة صالح الحوثية جعلت له خاتمة سيئة حتى وان عاش بعدها فلايستطيع ترميم آثار هذه الغلطة بصورة سريعة ، وبكل إختصار أقول أن غلطة صالح الحوثية قد قضت على (٣٣)سنة تعتبر هي حكم صالح وتأريخه ونضاله ، وهنا أن الأعمال بخواتمها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل التأريخ اليمني حتى مايكون بينه وبين الخلود في التأريخ إلا ذراع ، فيسبق عليه الحوثي فيعمل بعمل هل إيران فيدخل تأريخها ويخرج من تأريخ اليمن .
? ثلاثة وثلاثون مجالاً هي خسارة علي عبدالله صالح من خلال إرتكابه للغلطة الحوثية قضت على مدة ٣٣ سنة من تأريخ صالح وحياته ،، تحدثت عنها بإختصار شديد دون الغوص في التفاصيل التي قد أذكرها في كتاب مؤلف يضم التفاصيل الكثيرة والشرح الوافي عن تلك المجالات ?