توصلت وكالة إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إلى أن شهر يوليو الماضي يعتبر أكثر الشهور دفئاً مر على كوكب الأرض منذ 120 ألف عام تقريباً، والأكثر دفئاً مما تم تسجيله منذ بدء حفظ السجلات عام 1880.
وأكد عالم المناخ ستيفان رامستورف، رئيس قسم تحليل نظم الأرض في معهد بوتسدام لأبحاث التأثير المناخي، بحسب ما نقل موقع "الجزيرة نت"، أن شهر يوليو الماضي اشتهر بالفعل بكونه سجل درجات حرارة عالية في القطب الشمالي وموجات حرارة قياسية.
وقال رامستورف: "يرجح أن يكون شهر يوليو واحداً من أكثر الأشهر دفئاً، منذ الفترة الجيولوجية المسماة إيميان".
ووصلت درجات الحرارة في تلك الفترة التي استمرت من نحو ما قبل 130 ألف سنة إلى نحو 115 ألف سنة، فوق معدل الحرارة اليوم بنحو درجة إلى درجتين مئويتين.
وكانت أفراس النهر المحبة للدفء تجول في أوروبا الحالية، ومستويات سطح البحر بسبب ذوبان الصفائح الجليدية أعلى من اليوم بنحو عشرين إلى ثلاثين قدماً.
ويجمع العلماء على أننا نعيش الآن- على الأرجح- المناخ الأكثر دفئاً منذ نحو 120 ألف عام، وربما تخطت الحرارة حالياً تلك الفترة الدافئة على وجه الخصوص قبل نحو سبعة آلاف عام، خلال حقبة ما بعد العصر الجليدي التي تدعى "هولوسين".
الباحثة في كلية الغابات والدراسات البيئية بجامعة "ييل"، جينيفر مارلون، تؤكد أنه "خلال ذلك الوقت الحار قبل سبعة آلاف سنة، شهد فقط نصف الكرة الشمالي بعض أشهر الصيف الحارة جداً، لكننا الآن أكثر دفئاً على مدار العام".
ويرجع علماء ارتفاع درجات الحرارة هذا العام إلى مستويات قياسية في الاحتباس الحراري، والذي تسبب في إحداث التغييرات المناخية وتغير نسب الغازات في الغلاف الجوي بسبب تلوث الهواء والغلاف الجوي للأرض.
كما يحذر العلماء من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث قد يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة والتأثير على المحاصيل الزراعية وارتفاع منسوب المحيطات، حيث إن استمرار استهلاك الوقود الأحفوري، خاصة الفحم، وعدم إيجاد آلية سليمة للتحكم في العوادم والغازات الناتجة عن حرق البترول والفحم، يزيد من تلك الظاهرة.