2017/06/11
الأزمة الخليجية والحوار
فيصل البعطوط
بعيداً عن الاصطفاف العاطفي والعشوائي، فإن «أزمة الخليج» الجديدة تحتاج إلى «زيوانة» عقل.. دعك من الاتهامات ومن تفرعاتها غير العاقلة –إلى درجة التكدس الفوضوي-، ولنبدأ بأصل الحكاية –كما ظهرت للناس- منذ يوم إعلان قطر فجر الثلاثاء 23 مايو عن اختراق برمجية وكالة الأنباء الرسمية، ثم وضع كلام على لسان الأمير، سريعاً ما نفته الدولة القطرية رسمياً.. لكن الجميع كانوا على أتم الاستعداد ألا يسمعوا.. فقد انطلقت جوقة التنديد في جو من الغرابة بمكان.. وكأن الآذان انسدت بالطين عن تكذيب رسمي صادر من دولة قائمة يعرف قادتها ما يقولون وما يفعلون..
كان أمراً يشبه قصة أشعب، عندما اختلق في قومه كذبة نصب وليمة في طرف القرية.. وعندما كان يرى قومه يهرولون باتجاه ما أشار لهم به.. صدق الأمر هو الآخر وهرول يجري معهم نحو الفراغ !
أما ما تبع ذلك «النفير» الإعلامي لتأثيث المشهد المبني على الخواء، فقد كان مؤسفاً إلى درجة الغثيان، وأكد أن القاع يصبح بلا نهاية عندما يعود الإعلام العربي في القرن الحادي والعشرين إلى اعتماد خطاب المرحوم أحمد سعيد في سنة 1967... وكأنك «يا بوزيد ما غزيت» !
أما الآن وقد بدأ الناس يكتشفون شيئاً فشيئاً أن الأزمة وتفرعاتها المجنونة، تأسست بالفعل على اختراق إلكتروني حقيقي لوكالة الأنباء القطرية إثر تحقيق مفتوح شارك فيه أمنيون متخصصون من أميركا وبريطانيا، فإن الأمر برمته بات يحتاج إلى حوارهادئ، لا سيما وأن قطر أكدت مراراً وتكراراً على استعدادها للحوار، وللمراجعة أيضاً إن اتضح خطؤها.. وهو خير وأسلم لجميع من يعيشون تحت خيمة واحدة عرفت تاريخياً بـ»شبه الجزيرة العربية»، لأن في سقوط أي وتد من أوتادها ريح صفراء سوف لن تدخر أحداً من سكان تلك الخيمة المتشابكة أنسجتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، حتى وإن تفسخ بعض نسيجها السياسي..
يتردد دائماً أن في الخليج العربي حكماء استحقوا صفة المشيخة لقوة حكمتهم وليس لأمر آخر، ولا نزال نرى ذلك في نصف الكأس الملآن برصانة قطر والكويت وسلطنة عمان... ولعله من الحكمة سحب الغسيل القذر فوراً من مرأى العالم، لأن «من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر»، وإغلاق باب المطبخ الداخلي فوراً على أهله..
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://bawabatii.com/news133224.html