2015/07/21
"نووي إيران" ما بعد أوباما.. ماذا لو فازت كلنتون بالرئاسة؟
بوابتي تقارير

جاء توقيع اتفاق النووي الإيراني بين الدول الكبرى والولايات المتحدة وإيران مع اقتراب نهاية الدورة الرئاسية الأخيرة للرئيس باراك أوباما؛ وهو ما يعني احتمال اختلاف السياسات الأمريكية تجاه إيران بعد الانتخابات؛ فيما يتعلق بصرامة تطبيق بنود الاتفاق، ومدى التساهل مع الانتهاكات من الجانب الإيراني بدرجاته المختلفة، لذلك سيكون لنتائج الانتخابات ومن تأتي به للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض أثر مهم على تطبيق الاتفاق.

وفي حين تعتبر هيلاري كلينتون هي المرشحة الديمقراطية الأكر قوة للفوز بالسباق الرئاسي، وفي ظل الدعم الخليجي الوافر لصندوقها الخيري، يطرح السؤال: هل ستستخدام هذه الدول نفوذها لدفعها إلى تشديد سياستها وتطبيق تصريحاتها الأخيرة بخصوص إيران إذا ما تقلدت الحكم في الولايات المتحدة عام 2016؟

وفي هذا السياق يذكر أنه على الرغم من تأييدها بشكل عام للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، صرّحت كلينتون، بأنها ستتبع سياسة ستضمن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي إطلاقاً، في حال تم انتخابها لرئاسة الولايات المتحدة.

وأضافت في بيان لها بأنها ستقوم باستخدام "كل أداة في الترسانة الأمريكية من أجل إرغام إيران على احترام القواعد الصارمة" للاتفاق الموقّع"، وأكدت "أن الرسالة إلى إيران يجب أن تكون قوية وواضحة: لن نسمح لكم أبداً بالحصول على السلاح النووي".

وفي تحليل لخطابها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأربعاء، إن كلينتون فهمت في الفترة السابقة توجه الناخبين فيما يخص الاتفاق النووي المبرم، واختارت تشديد لهجتها وإظهار اهتمامها بتطبيق بنود الاتفاق بصرامة على إيران، على الرغم من تأييد فكرة الاتفاق وضرورته بشكل عام.

وفي بيانها أكدت أن الاتفاق في حال ضمان تطبيقه سوف يساعد على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأن المتابعة والرقابة المستمرة، وردود الفعل السريعة على الانتهاكات، ستساهم في تحسين أمن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج العربي.

وهنا يطرح السؤال: هل سوف تشكل دول الخليج كتلة للتأثير على كلينتون لتشديد سياستها تجاه إيران، وذلك في ظل الدعم المادي الكبير الذي يتلقاه "صندوق كلينتون الخيري" منذ أواخر التسعينيات من دول الخليج المختلفة؟ فبحسب ما رصد "الخليج أونلاين"، فإنه من بين 6 متبرعين كبار لصندوق كلينتون الخيري هناك 4 جهات خليجية.

وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدعم الخليجي لصندوق كلينتون الخيري بدأ بنقاط زمنية مختلفة في الماضي، وهو أيضاً متنوع القيمة بحسب الجهة المانحة، إذ إن أكبر المانحين هي المملكة العربية السعودية التي تبرعت منذ عام 1999 بما يقارب الـ25 مليون دولار، في حين تبرعت سلطنة عمان بما تتراوح قيمته بين 1-5 ملايين دولار.

وانضمت كل من دولة قطر ودولة الإمارات إلى قائمة المانحين لصندوق كلينتون عام 2014، إذ تبرعت دولة قطر بـ500 ألف دولار عن طريق اللجنة المكلفة بالتحضير لمونديال 2022، أما الإمارات فقد تبرعت لأول مرة عام 2014 بمبلغ قد يصل إلى 5 ملايين دولار، يذكر أن التبرعات الخليجية لصندوق كلينتون تشكل تقريباً 30% من مجمل الدعم الذي يتلقاه الصندوق.

وعليه؛ يرى مراقبون أنه وعلى ضوء الدعم البارز الذي تتلقاه كلينتون من دول الخليج، فسوف يكون عليها حمل مصالح خليجية معها إلى البيت الأبيض لأجل خدمتها إذا ما فازت بالسباق الانتخابي.

وفي الوقت الذي تشكل فيه إيران واتفاقها النووي الجديد هاجساً أمنياً لدى دول الخليج، وبعد قطع كلينتون الوعود بحرصها على تطبيق بنود اتفاق النووي بصرامة تامة ودون تساهل مع إيران، فمن المتوقع أن تقوم دول الخليج بالاستمرار بدعمها لصندوقها الخيري أو زيادته؛ من أجل دفعها إلى تحقيق وعودها وأخذ أمن الخليج ووعود قمة "كامب ديفيد" الأخيرة بعين الاعتبار.

المصدر الخليج

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news13079.html