2017/01/29
أمريكا حين تعشق الحوثيين
فهد الشرفي حاولت البارحة الاستماع لكلمة عبدالملك الحوثي للاطلاع على ماجاء فيها من باب الاحاطة ورغم ان الكلمة مملة وطويلة وكلام انشائي فيه تلاعب كبير بمفاهيم الموت و الجهاد و استخدام خطير لمعاني الجهاد و قيم العزة و الاباء ومواجهة الظالمين و الطغاة و مسائل رضاء الله عز وجل و تأييده للمستضعفين ، ثم يركز على مسار الاحداث و يبدي وجعا عميقا من التحالف العربي متهما اياه بكل قبيح مستعرضا خطورة ما يسميه التراجع و الانهزام امام قوى الشرعية الوطنية من باب اثارة الخوف و الهلع في اوساط الاتباع و افزاعهم من مصير فناء مذل و عاقبة مهانة لا كرامة فيها و لا حرية فيما لو تقاعسوا امام الزحف الجمهوري ، ووظف في سبيل دفع من تبقى من المساكين المخدوعين و من منسوبي الفكر الامامي و سلالة الكهنوت السابحة في بحار الدم للوصول الى شاطئ الحكم كل اساليب التخويف والتضليل التي لا يدعمها واقع و لا تنسجم مع حقيقة المبادئ القرآنية التي يتنطع بها و لا مع مفاهيم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا تتوافق ايضا مع منطق العقل اذا قسناها بموازين الفلسفة السياسية و الاجتماعية في اطار مشاريع الحياة و التطلع الى المستقبل و بناء الامم و الشعوب و تنميتها .. كل ما قاله عبدالملك الحوثي كلاما مكررا لكنه يحتاج منا وقفات لدراسة نفسية التابع او المقاتل الحوثي و عقيدته القتالية و المفاهيم التي يحملها و يشحن بها ليساعدنا ذلك على استنباط طرق ناجعة في التعامل العسكري و الامني و السياسي و الاعلامي تعزز من فرصنا في استعادة كل المواطنين المخدوعين الذين يهبون ارواحهم لمشروع قائم على الخرافة و يدعي زورا و بهتانا انه ذاهبا باتباعه الى الجنة و قد حول اغلى وطن كان اسمه ذات يوم اليمن السعيد الى يمن حزين تعيس كما حولوه اسلافه الرسيين من قبله بنسخ سابقة من هذا المشروع السلطوي العنصري الكهنوتي المقيت .. ليس كل هذا ما جعلني اكتب المقال الحقيقة ، لكني استمعت لخطاب الحوثي ونمت و من ابرز محطات خطابه افرط في الحديث عن اسطوانة العمالة لامريكا ومن هم خدام امريكا واسرائيل في المنطقة متهما السعودية وقطر وتركيا بالتنافس على من يكون الاكثر طاعة للامريكان ووو الخ .. و بين البارحة و اليوم صحونا على خبر الانزال الامريكي و عملية امريكية ظالمة قتلت حتى النساء و الاطفال في منطقة قيفة التي تواجه الحوثيين باستماتة منذ عامين و نيف .. فقلت في نفسي كيف لاتباع عبدالملك الحوثي ان تفوتهم هذه الحقيقة ( ان امريكا بطيرانها تقتل يمنيين امنين في مساكنهم لانهم يواجهون مشروع الحوثي ويرفضونه) .. لقد احبت امريكا الحوثي لدرجة العشق وهاهي تسانده بالدرونز و هو الى الامس القريب يتحدث عن عشاق امريكا في المنطقة .. من هو الان عميل امريكا في اليمن و مع من تقاتل امريكا في اليمن ؟؟ سؤال اتمنى ان اجد حوثيا شجاعا يجيب عنه !! و كفى لعبا و كذبا و زوروا و تنميقا للخطب يا عبدالملك كفى .. #فهد_طالب_الشرفي
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news104941.html