الاربعاء 19 مارس 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - من المدارس إلى المقابر...أطفال اليمن يسعون وراء لقمة العيش
من المدارس إلى المقابر...أطفال اليمن يسعون وراء لقمة العيش
الساعة 10:31 صباحاً (متابعات)

حافي القدمين مرتديا قميصه الأزرق وبعمر الـ13 عاما، يضع غالون المياه على كتفه متجها من مدرسته إلى المقبرة، يذهب أحمد الحمادي، الطفل اليمني كل يوم للعمل في المقبرة ليساعد أسرته على البقاء.

يشق أحمد طريقه في المقبرة التي تكدست فيه القبور وأحاطتها الأعشاب من كل حدب وصوب، ليضع غالون المياه على جانب وليبدأ نهار العمل بتنظيف شواهد القبور من غبار الحرب الدائرة في صنعاء ليقوم بعدها بسقاية الورود الموضوعة عليها، ليحصل مقابل ذلك على أجر مادي يعيل فيه أسرته.



"عادة ننتظر المواكب الجنائزية" فإذا لم يمت أحد نجول هنا بين القبور، هكذا علق صاحب الـ13 عاما في مقابلة صحفية مع "فرانس برس".

أحمد من بين ملايين الأطفال في اليمن الذين يكافحون من أجل متابعة تعليمهم، حيث أدت الحرب والفقر والمرض إلى جعل اليمن أفقر البلدان العربية، كما ويعتبر من بين المحظوظين الذين لم تغلق مدارسهم بسبب الحرب.

قصة أحمد لم تكن الوحيدة فياسر العربية البالغ من العمر 15 عاما، وجد نفسه يعمل في المقبرة بعد إصابة والده بجلطة دماغية ليتلاشى حلمه في ان يصبح طبيبا.

ياسر يصف يومه الروتيني قائلا " استيقظ، أذهب للمدرسة حتى الظهر، لأتوجه إلى المقبرة بعد الغذاء".

ويتابع قائلا: "إذا كان هناك قبر يحتاج للتنظيف، فسأنظفه، وأتأكد من أنه يوجد لدي مياه، من أجل أن أبيعها للأسر التي تأتي لزيارة القبور".

كما يقوم ياسر بالاهتمام بالأزهار المزروعة على جوانب القبور ليقوم بسقايتها بشكل دائم ودوري.

في الوقت الذي يكون فيه الأطفال الأكثر عرضة للخطر في فوضى الحرب، حيث تواجه الفتيات الزواج القسري ويتم تجنيد الأطفال كمقاتلين، لتصف "اليونيسيف"، اليمن بأنها "جحيم حياة الأطفال" في عام 2018، حيث يحتاج ما نسبته 80 في المئة من الأطفال للمساعدة.

ليصبح اليمن كأكثر البلدان العربية في عمالة الأطفال، وفقا لمنظمة العمل الدولية، كما وتقدر الوكالة بأن حوالي مليوني طفل من أصل 7 مليون مؤهل لم يلتحقوا بالمدارس مع استمرار الحرب لعامها الخامس.


آخر الأخبار